تقول أمال شباش اختصاصية في الطب النفسي وفي الاضطرابات الجنسية، أولا، يجب أن نفرق بين المطلقة والأرملة، فالحالة النفسية للاثنين تكون مختلفة وكلاهما تعاني من اضطرابات، لكن من زوايا مختلفة.
فالأرملة لم تنفصل عن زوجها الأول بإرادتها، وترى بأنها حرمت من علاقة مثالية، ومازالت في حاجة إليها، حيث تظل تبحث عنها باستمرار في الزوج الثاني، الشيء الذي قد يشكل لها اضطرابات نفسية أثناء العلاقة الحميمية معه.
أما المطلقة فلها يد لها في قرار الانفصال، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فانفصالها عن زوجها الأول يكون غالبا مسبوقا بمشاكل أثرت على علاقتها به، وغيرت نظرتها للرجل بصفة عامة، مما قد يجعلها تعيش صراعات داخلية واضطرابات مع الزوج الثاني.
ونتيجة لهذه الحالات لابد للعلاقة الجنسية بأن تتأثر؛ لأن الجنس هو تعبير عن شعورنا، وعن رؤيتنا للأشياء، ويرجع استمتاع المرأة بعلاقتها الحميمية، إلى نظرتها إلى نفسها أولا ثم إلى الرجل، فإلى الجنس ومدى حبها لهذه المكونات الثلاثة، وفشلها في هذه العلاقة لا يشترط بالأساس أنها كانت لديها تجربة جنسية مع رجل آخر، فقد تكون لديها مشاكل أخرى كعدم الرغبة في الجنس أو قد تكون المرأة قد اعتادت على طريقة معينة من الزوج الأول في وصولها إلى النشوة الجنسية، لم يتوفر عليها الزوج الثاني وغير ذلك.
إن كل علاقة جنسية تختلف من مرة إلى أخرى، بحيث نجد أن العلاقة الجنسية لنفس الزوجين تختلف كل مرة، فلا يمكنها أن تتكرر فكلما كان الزوج الثاني على وعي ومثقف جنسيا ومرن في تعامله مع المرأة جعل المرأة تستمتع بعلاقته الجنسية، ولا تفكر في أي أحد، شريطة أن تكون المرأة مستعدة لنسيان الماضي والتفكير في الحاضر.
وعن سؤال حول مدى تأثير الاضطرابات النفسية التي تعاني منها المرأة على الرجل تجيب الأستاذة شباش أن ذلك يرجع إلى شخصية الرجل، وإلى ثقته في نفسه، فحين يكون الرجل واثقا من نفسه جنسيا لا يؤثر عليه ذلك في شيء، ولا يقارن نفسه برجل كان قبله، لأن أي علاقة هي مختلفة عن الأخرى، ولكن على المرأة أيضا مساعدته من خلال عدم ذكر زوجها السابق، وتقدير شخصية زوجها الحاضر.
وترى أخيرا الأستاذة أمال شباش أن الحب شيء والجنس شيء آخر، إذ هناك نساء تحب أزواجها حد الجنون، لكنها لا تستطيع الاستمتاع بعلاقتها الحميمية، وذلك راجع بالأساس إلى الوعي والتربية الجنسية وليس إلى الحب، وبالتالي يمكن الاستمتاع بالجنس دون حب، لكن من الأفضل أن نجعل العلاقة الجنسية من أجل الحب.
وفي الأخير للاستمتاع بالحياة بصفة عامة يجب على المرأة احترام زوجها الحالي، وعدم ذكر مميزات وصفات الزوج الأول، كما يجب أن لا تستحضر الماضي في الحاضر، وإنما يجب أن تتعلم من تجارب الماضي.