تراود الفتيات في أغلب الأحيان تساؤلات قد تكون في محلها أو غير منطقية فمثلا عندما تتأخر الدورة الشهرية على فتاة غير متزوجة ولم يسبق لها أن أقامت علاقة جنسية تظن أنها حامل وتبدأ في تخيلاتها التي لانهاية لها وفي هذا الإطار يحدثنا الدكتور رابح النجاري وهو طبيب نفساني لمعرفة ما سبب هذه التهيئات.
وقال إن الوسواس القهري حالة مرضية تصيب الإنسان، بحيث يصبح حبيس فكرة من القلق القهري في ذهنه، وغالبا ما تكون فكرة مقبولة أو صحيحة، مثل هذه الفتاة التي تسيطر عليها فكرة أنها غير عذراء، بالرغم من حصولها على تأكيد ينفي هذا الإحساس المسيطر الذي يلازمها ولا تستطيع مقاومته ولا التخلص منه.
رغم أنها متأكدة من عذريتها، فهي تعلم أن الأمر لا يدعو إلى الخوف ولكنها تشعر بالخوف الشديد بدون إرادتها ووعيها.
والمشكل الخطير أن هذه الحالة أعراضها تتفاقم على شخصية المريضة، تكون غير عذراء وتعيش تحت ضغط نفسي وقلق مفرط، قد يصل إلى حالة من حالات الاكتئاب التدخل في السوداوية، وأحيانا تصل إلى مرحلة الانتحار… لذلك يجب أن تخضع لعلاج نفسي لمساعدتها ومعرفة مكامن الخلل في تركيبة شخصيتها، وفي نفس الوقت إعطائها بعض المهدئات في حالة الأزمات وأيضا مضادات الاكتئاب، ويمكن لهذه المريضة أن تتحرر من حالة الوسواس إذا كانت حالتها غير مستعصية، الأهم وجود رغبة أكيدة عند المريضة في الشفاء.
بالنسبة لأسباب هذه الحالة فهي غير محددة، لكونها تختلف بحسب شخصية المريضة وتركيبتها ونشأتها وقسوة رقابة ضميرها، وكذلك ظروف تربيتها وغالبا ما تتولد خصوصا في مراحل النمو العمرية في السنة الأولى والثانية من حياتها.