نجا رجل أعمال مغربي وابنه من محاولة اغتيال مروعة دبرتها شبكة إجرامية ، في واقعة أقرب إلى سيناريوهات أفلام الجريمة والتشويق. حيث تحولت رحلة قنص هادئة في أحراش ورزازات إلى فخ خطير كاد يودي بحياتهما.
من البيضاء انطلقت المطاردة
حسب ما ورد في جريدة الصباح فرجل الأعمال المعروف (ب.ق)، لم يكن يدرك أن مغادرته لمنزله في الدار البيضاء برفقة ابنه البالغ من العمر 13 عامًا ستكون نقطة بداية لمطاردة مثيرة. حيث تعقبته عناصر الشبكة الإجرامية منذ اللحظة الأولى، مراقبين تحركاته بدقة حتى وصل إلى المنطقة الجبلية التي اعتاد زيارتها منذ سنوات. هناك، بدأت تفاصيل المخطط الجهنمي تنكشف.
مقلب مميت تحت غطاء “الكاميرا الخفية”
المتورطان لم يظهرا كأعداء، بل قدما نفسيهما كصديقين مقربين للضحية. وتمكنا من إقناع المرشد الذي يرافقه في رحلات القنص بمسايرة لعبتهما، موهمين إياه أن الأمر لا يعدو كونه مقلبًا بريئًا ضمن فكرة “كاميرا خفية”. بهذه الحيلة، قاد المرشد الضحية إلى طريق جبلي مقطوع عند حافة شاهقة، مفتتحًا للمجرمين فرصة ذهبية لتنفيذ خطتهم القاتلة. حيث كان من المفترض أن يتم دفع السيارة إلى الهاوية ومعها الرجل وابنه.
تقرؤون أيضا : جريمة تهز الشارع العام: ثلاثيني يضع حداً لحياة والده داخل سيارته!
هروب رجل الأعمال و ابنه من الموت
في اللحظة الأخيرة، أدرك (ب.ق) الخطر وتمكن من الإفلات من الكمين. لم يكن المنفذان مستعدين لهذه المفاجأة، لكنهما لم يستسلما، إذ كان لديهما خطة بديلة. أثناء عودة الضحية، زرعا أداة حادة في مسار سيارته، ما تسبب في انفجار عجلاتها عند منعطف خطير، لتخرج عن السيطرة في منطقة وعرة.
أصيب رجل الأعمال بكسور متعددة في ذراعه وأضرار خطيرة في عموده الفقري، لكن المفاجأة الكبرى أنه نجا من موت محتم.
ضغوط وتهديدات لطمس حقيقة محاولة قتل رجل الأعمال
بعد الحادث، تقدم الضحية بشكاية رسمية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بورزازات. متهمًا شبكة إجرامية منظمة بمحاولة قتله مع سبق الإصرار والترصد. إلا أن القضية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ بدأت تدخلات من شخصيات نافذة تحاول عرقلة التحقيق. خاصة فيما يتعلق بإجراء خبرة تقنية على الهواتف المحمولة للمشتبه فيهم، والتي قد تكشف تورط جهات أخطر في القضية.
كما و قد تلقى المرشد، الذي كان ضحية خداع هو الآخر، تهديدات مباشرة لمنعه من كشف تفاصيل المخطط في محاضر التحقيق، إذ هدد بالزج به في السجن إذا تجرأ على ذكر أسماء العقل المدبر والمنفذين. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن أحد المتورطين من الأسماء البارزة في شبكة تزوير عقارات بالدار البيضاء وضواحيها، وله ارتباطات بعالم الشكايات الكيدية والتلاعب بالمعلومات.
هل سينجح القضاء في كشف الحقيقة؟
رغم الضغوط، يصر الضحية على متابعة القضية حتى النهاية، مطالبًا بكشف جميع المتورطين ومعاقبتهم وفق القانون. وبين محاولات التستر على الجريمة وكشف خيوطها، تبقى العدالة في مواجهة تحدٍ حقيقي، فهل سيتمكن القضاء من إسقاط هذه الشبكة وكشف جميع خيوطها، أم أن مصير هذه القضية هو النسيان كما حدث مع ملفات مشابهة؟