لم تكن كريستيل كروغ تعرف أن أقرب الناس إليها هو من يخطط لنهايتها. قصة بدأت كعلاقة حب مستقرة وانتهت بجريمة مروعة هزّت ولاية كولورادو، وكشفت كيف يمكن للابتسامة أن تخفي خلفها نوايا قاتلة.
أم ومهندسة ناجحة.. ورسائل غريبة تغيّر كل شيء
كانت كريستيل، أم لثلاثة أطفال ومهندسة لامعة في مجال التكنولوجيا، تعيش حياة ظاهرها السكينة. إلى أن بدأت في أكتوبر 2023 تتلقى رسائل إلكترونية ونصوصًا مرعبة من شخص مجهول يدّعي أنه “طليقها”.

الرسائل كانت مليئة بالتهديدات، وترفق أحيانًا بصور تظهر أنها تحت المراقبة. في إحداها، كتب المرسل: “سأتخلص منه، ثم نكون معًا.”
خوفًا على حياتها و على حياة أسرتها ، لجأت كريستيل إلى الشرطة، وقدّمت بلاغًا ضد طليقها الذي ظنت أنه يطاردها. لم تكن تدري أن التهديد لم يكن قادمًا من الماضي… بل من الحاضر الذي تعيشه كل يوم.
جريمة في المرآب.. وجثة تشير إلى خيانة مؤلمة
في صباح 14 ديسمبر 2023، استيقظ الحيّ على فاجعة: كريستيل وجدت مقتولة في مرآب منزلها. ضربت مرتين في ظهرها، ثم طعنت طعنة قاتلة في صدرها. التحقيقات بدأت، وكل خيط قاد إلى مفاجآت لم تخطر على بال أحد.
تقرؤون أيضا :فاجعة تمارة.. شاب ينهي حياة والدته ويحاول وضع حد لحياته
خيوط الجريمة
بعد العثور على جثتها أول ما لجأت له السلطات كان كاميرات المراقبة التي نصبتها كريستيل لحماية نفسها لكنها كانت قد توقفت ليلة الجريمة . بعدها حولوا التحقيق لأول مشتبه فيه و هو مرسل تلك الرسائل حيث قامت الشرطة بتتبع عنوان IP المرسل للرسائل متوقعين أنه سيقودهم لطليقها لكن الصدمة كانت أن العنوان يعود لمكان عمل زوجها، دانيال كروغ .
دانيال كروغ هو رجل في 43 من عمره حسب عائلة كريستيل كانت علاقتهما تنهار و طلاقهما كان قادم بلا شك ، الأمر الذي لم يتقبله دانيال و جعله يقرر إن لم تكن له فلن تكون لغيره .

محاكمة دانيال.. لحظة سقوط القناع
في أبريل 2025، بدأت محاكمة دانيال كروغ. بتهمة القتل العمد، المطاردة، وانتحال الهوية . حاول الدفاع تبرئة المتهم متحججين بغياب حمضه النووي عن موقع الجريمة ، لكن لم تنجح محاولاتهم فالأدلة الرقمية، من رسائل التهديد وتتبع مصدرها، رسمت خريطة دقيقة للجريمة، وكشفت أن الحب الذي أظهره كان ستارًا للسيطرة والغيرة القاتلة. بالإضافة لكل هذا فقد أثبت “طليقها” بالدليل القاطع أنه كان في ولاية يوتا وقت وقوع الجريمة، مما أسقط كل الشكوك حوله.
ختاما قضية كريستيل كروغ ليست مجرد قصة جريمة، بل صفعة تذكرنا أن الخطر قد يأتي من الداخل، و من أقرب الناس إلينا.
هذه القضية هي دعوة لكل من تشعر بالخوف أو تتلقى تهديدات… لا تنتظري الدليل الكامل، فالإشارات الأولى قد تنقذك من النهاية.