غالبا عندما نسمع خبر انتحار أحدهم لأي سبب من الأسباب، يتبادر إلى ذهننا سؤال حول ماهية الحالة النفسية التي وصل إليها المنتحر، والذي دفعته دون تردد إلى وضع حد لحياته، لأن أكثر منا لا يملك شجاعة التفكير في إنهاء حياته مهما اشتدت المشاكل وقست الظروف عليه، كما أن قوة الإيمان عند بعضنا الآخر يجعله يستبعد فكرة الانتحار بشكل نهائي من قاموس حياته. مجلة “لالة فاطمة” حاولت معرفة الأسباب التي جعلت هؤلاء المنتحرين يقدمون دون تردد على إنهاء حياتهم هربا من واقعهم الأليم
خسرت حبيبها فحاولت الانتحار
لم تصدق عائلة “سناء” عينيها لحظة رؤيتهم لابنتهم التي في عمر الزهور مغمى عليها بعد تعاطيها لكمية كبيرة من الأدوية المهدئة قصد الانتحار، بأنها ستقدم يوما على هذا الفعل الشنيع، خصوصا وهي معروفة في وسط العائلة باجتهادها ومثابرتها وبأخلاقها العائلية. “سناء” التي لا يتجاوز عمرها السابعة عشر حاولت وضع حد لحياتها بعد رؤيتها لحبيبها رفقة فتاة أخرى، فلم تتحمل هدا المنظر حسب ما روته صديقتها المقربة لعائلتها. أسعفت سناء إلى المستشفى، حيث تم غسل معدتها وظلت يومين في العناية المركزة قبل أن تستعيد وعيها وتسترجع عافيتها.
حرمانها من أولادها دفعها للانتحار
بعد معاناة طويلة في أروقة المحاكم، قضت محكمة الأسرة بضم أبناء “مليكة” في حضانة أبيهما، بدعوى أن الأم غير مؤهلة لحضانة أولادها. “مليكة” التي رفعت من قبل دعوى طلاق من زوجها بدعوى الشقاق، حسب ما أكدته عائلتها كانت تتعرض للعنف بشتى أنواعه وأشكاله من زوجها على مرأى ومسمع أولادها لدرجة لم تعد تستطيع معها التحمل، وبأن زوجها أخذ منها حق حضانة الأولاد فقط، لينتقم منها بسبب رفعها دعوى طلاق ضدها، في حين أنه لا يعتم بأولاده ولا يعيرهم أي اهتمام. حاولت “مليكة” حسب شهود عيان استرضاء زوجها مرارا وتكرارا ليعيد لها أولادها دون أي نتيجة، وفي لحظة يأس منها وضعت حدا لحياتها بعد أن شربت مبيدا للحشرات دفعة واحدة لم ينفع معه أي إسعاف.
انتحر بعد أن خسر جميع أملاكه
حكاية “عبد الله” حكاية مختلفة عن باقي الحكايات، لأنه اختار طريقة تعد هوليودية في عملية انتحاره، لدرجة أن الشرطة ظنت لوهلة بأنها جريمة قتل وليست انتحارا، لولا الرسالة التي تركها يودع فيها من خلالها عائلته طالبا منهم السماح والغفران لأنه سيتركهم بدون معيل. “عبد الله” خسر كل أملاكه ضربة واحدة في لعبة قمار، لأنه كان مدمنا على لعب قمار. وحسب أقوال المحيطين به فقد حاول هذا الأخير التوقف عن القمار أكثر من مرة، خصوصا وأنه كان يخسر مرارا مبالغ طائلة، إلا أنه لم يستطع التوقف عن اللعب إلى أن خسر كل أملاكه دفعة واحدة. “عبد الله ” وهو في الخمسين من عمره وأب لأربعة أطفال، لم يتحمل قساوة الخسارة ولا صعوبة مواجهة زوجته وأولاده بمصابه، فاختار الهروب من واقعه عن طريق الانتحار بالغاز وهو نائم، فوضع قارورة الغاز في غرفة نومه بعد أن فتحها عن آخرها، وكانت زوجته أول من وجدته قد فارق الحياة.