خديجة في عقدها الأربعين، فتحت قلبها لتحكي قصتها، “الحزينة” كما تصفها وهي أدرى بكل لحظة حزن عاشتها من هذه القصة وما زالت فتقول:” حكايتي ابتدأت قبل ستة سنوات وبالضبط في 1996، حينما التقيت بشاب يصغرني سنا ومقاما، عشقته حتى النخاع، وأحببته من كل قلبي وروحي وعقلي، علاقة تجاوزنا فيها كل الحدود، فكنا نمارس الجنس كلما التقينا، حيث نغيب لحد الهيام والثمل، فكنت افعل كل ذلك كتعبير عن عشقي له، وكم كنت أتمنى أن يثمر هذا العشق أطفالا. ولتحقيق هذا الحلم، طرحت على حبيبي فكرة الزواج مرارا وتكررا لكنه رفض بدعوى انه ما زال طالب يدرس وغير قادر على تحمل المسؤولية، مع العلم أنني كنت أحيانا أعطيه بعض النقود لمساعدته، واستمر هذا الوضع ثلاثة سنوات…إلى أن بدأت تؤنبني نفسي، وقررت عدم الاستمرار في فعل الحرام، لا سيما أنني أصلي وانتمى لعائلة محافظة، بالإضافة إلى النصائح التي توجهها لي صديقاتي اللواتي يعرفن بسري، يرددن على مسمعي:”يجب أن تفترقي معه، فهو يستغلك جسديا وماديا..”.وبطبيعة الحال كل ما اسمعه، كان يترك ردود فعل سلبية في نفسي، وأيضا يطرح العديد من الشكوك والتساؤلات منها، أن ربما حبي له مجرد وهم، وعن لامبالاته اتجاهي، فبالرغم من غيابي عنه أيام عديدة، عندما اتصلت به، بنبرة جافة وباردة من المشاعر، اخبرني بأن “عدم مجيئي ولقائه به لا يشكل أي مشكلة لديه”. إلى جانب مشكل كبير وهو ضغوط من عائلتي التي كانت تصر على ارتباطي برجال الذين كانوا يتقدمون لخطبتي، وكنت ارفضهم بدون وجود سبب مقنع لذلك.
وفي نفس تلك الفترة، أكمل حبيبي دراسته الجامعية بمدينة مراكش، وعاد إلى مسقط رأسه بمدنية بني ملال، وانقطع اتصالنا وعلاقتنا لمدة ثلاثة سنوات، ولتنتهي القصة العاطفية، وللأسف ليس كما في الأفلام العربية، بنهاية سعيدة حيث يتزوج البطل والبطل وينتصر الحب في الأخير.
لكن القدر عاد من جديد، ليكمل قصتي الحزينة، عندما اتصل بي حبيبي وسأل عن أحوالي وركز على معرفة ما إذا كنت قد تزوجت أم لا ؟ فأجبته بالنفي، فاخبرني أنه سوف يأتي لخطبتي من أهلي، من فرحتي لم اصدق هذا الخبر الذي كنت انتظر سماعه على أحر من الجمر، لكن فرحتي لم تستمر طويلا لأنني من بعدها اتصلت به في هاتفه، لكنه لم يرد أو بالأحرى الرقم “مشغولا أو لا يجيب”..
وكانت هذه أخر مكالمة منذ سنة 2006 ..ومع ذلك ما زلت صدها في أعماقي، وبشعور يسيطر على كياني وهو بأنني ما زالت أحبه أكثر وأكثر، ومازال الرجل الوحيد الموجود فوق هذه الأرض، وهذا ما جعلني أفكر في طرق كل الأبواب التي يمكنها أن تصلني إليه، بما فيها برامج أداعية وتلفزية وغيرها، لتساعدني على إيجاد حبيبي المفقود”.
وسط متاهة الحب، خديجة تتصارع مع مشاعر متناقضة تخالجها، وإحساس بندم تعبر عنه بهذه العبارة التي تختزل كل معاناتها وأحلامها وأمالها في معنى الحب. فتقول:” أحس الآن بندم الشديد على عدم الاستمرار في عيش هذه المغامرة..لماذا لو ساومته وأعطيته نقودا كثيرة من اجل شراء حبه ورعايته، لماذا لم اقترح أن يتدخل احد من عائلتي لإرغامه على الزواج بي، لا كنت في هذا الوقت، زوجة وأم لأطفاله..لماذا ولماذا ..كل هذه الأسئلة تدفعني إلى الهوية والضياع، لدرجة وصلت إلى حد التفكير في الانتحار ..أن انتحر لان حياتي ضاعت بسبب سذاجتي وغبائي..”.