حكايات تبدو أحيانا كأنها من نسج خيال مخرج أفلام سينمائية أو كاتب سيناريو ، لكنها واقع معاش ،يحكي عن مشاكل بين جدران بيوت أكلتها الرطوبة والحزن والألم من الداخل . تحسبها قصورا تحاك داخلها قصص غرام مثالية كالتي في كتاب ألف ليلة وليلة .لكن الواقع صادم .
“لالة فاطمة ” تستمع لنبض هؤلاء في مساحة بوح خاصة
شخص غريب في حضني
فدوى امرأة مغربية، حياتها تعتبر دراما حقيقية إذا ما تم تصويرها كفيلم سينمائي، بسبب سوء المعاملة التي تتلقاها من زوجها بسبب تعاطيه للمخدرات ر. فدوى التي تعمل ممرضة في مستشفى خاص، وهي الآن في عقدها الرابع تزوجت بعد قصة حب كبيرة بجارها في الحي الذي تقطنه . استطاعت فدوى الحصول على عمل فور تخرجها في قطاع التمريض، عكس زوجها الذي ظل طويلا يبحث عن العمل، بالرغم من حصوله على شهادة جامعية، فاضطر إلى الاكتفاء بالعمل في فترات متقطعة وفي أعمال لا تناسبه شهادته، وهو ما جعله يتعرف على أشخاص دون مستواه جعلوه يدمن على تعاطي الحشيش، فأصبح مدمنا عليها شيئا فشيئا، وهو ما انعكس على حياتهما =، وتسبب في تغير مزاج زوجها وتحوله إلى شخص غريب عنها حسب قولها. تؤكد فدوى بأنها لم تعد تتحمل تعامل زوجها السيء معها الذي انتقل من حالة الشتم والإهانة إلى درجة العنف الجسدي وبشكل متكرر. تؤكد فدوى بأنها حاولت مرارا وتكرارا أن توقف تصرفات زوجها معها، لكنه كان لا يهتم لمشاعرها .
لا حياة لمن تنادي
حالة أخرى لسكينة تعاني الأمرين مع زوجها المدمن و تقول إنه بالرغم من أنها حاولت مرارا وتكرارا معه كي تعيده إلى الطريق الصواب، إلا أن كل مجهوداتها لم تتكلل بالنجاح، بل ترى أنه أصبح يزداد سوءا يوما بعد يوم.
سكينة وهي ربة بيت حديثة زواج تقليدي من أسرة متواضعة وجد محافظة في آن واحد، إلا أنها تعتبر امرأة جد حيوية وتحب الحياة وكانت تحلم بزواج أساسه الحب والمشاركة في أبسط وأقل الأشياء، إلا أنها اصطدمت بواقع مرير، واقع يجبرها على التزام الصمت طيلة النهار حتى اقتراب أذان المغرب، أمر واضح وصريح لا يقبل أي مناقشة صدر عن زوجها وعليها احترامه، لأنه يسهر طوال الليل مع أصدقاء السوء ويعتمد في تلبية مصاريفه على والديه بسبب عزوفه عن الخروج إلى العمل، والسبب طبعا راجع إلى تدليل والدته له باعتباره وحيدهما . تقول سكينة بأنها لم تعد تتحمل الحياة معه، طالبته بتغيير طريقة معاملته لها، وعدم الأخذ برأيها في أي موضوع حتى لو كان الأمر يخص حياتهما الخاصة لكن دون جدوى.