حكايات تبدو أحيانا كأنها من نسج خيال مخرج أفلام سينمائية أو كاتب سيناريو ، لكنها واقع معاش ،يحكي عن مشاكل بين جدران بيوت أكلتها الرطوبة والحزن والألم من الداخل تحسبها قصورا تحاك داخلها قصص غرام مثالية كالتي في كتاب ألف ليلة وليلة.
لكن الواقع صادم.
“لالة فاطمة ” تستمع لنبض هؤلاء في مساحة بوح خاص
كريمة تقاسم سهام شكوكها ووساوسها نتيجة كثرة تنقلات زوجها، تقول كريمة لـ”لالة فاطمة”: أشعر بتعب زوجي وأقدر أنه يعمل من أجل تأمين العيش الكريم لي ولأبنائي وتلبية احتياجات الأسرة، لكنني أصبحت أشعر بوجود فجوة كبيرة بيني وبينه بسبب كثرة الوساوس التي تنتابني وإمكانية خيانته مادام بعيدا عني
البعيد عن العين بعيد عن القلب
ولم تخف إلهام الآلام التي مازالت تجتر تبعاتها، والتي قلبت حياتها لجحيم لا يطاق تقول: تعود زوجي على سفره المتكرر كل شهر، وكم كانت صدمتي كبيرة عندما اكتشفت في حقيبة سفره قطعة نسائية تأكدت حينها من خيانته لي، وعند مواجهته، اعترف لي بذلك وقال “الى ما عجبك حال سيري لدار باك”. تعلق إلهام بحرقة كبيرة وهي تحكي حكايتها “يؤلم الزوجة كثيرا أن تجد زوجها في سفر دائم وهي تنتظر عودته وقد يدوم سفره لأكثر من الشهر، وهي في المنزل مع أبنائها تنتظر قدوم الزوج الذي اختار أن يعيش مراهقته المتأخرة”، تضيف إلهام: “صدق من قال، البعيد عن العين بعيد عن القلب”.
مشاعر تموت تدريجيا
“غياب الزوج وتحملي المسؤولية الكاملة التي أصبحت أكبر من طاقتي في جو يفتقد للدفء واللمة الأسرية، جعلني أكثر عصبية وتوترا، لإيماني بأن المسؤولية يجب أن نتحملها سويا”، تقول سميرة قبل أن تسترسل: غياب زوجي المتكرر بسبب سفره أصبح يؤثر على مشاعري، فعندما أحتاج إليه لا أجده بجواري، مما جعل أحاسيسي ومشاعري نحوه تموت تدريجيا، وبات ملاذي الوحيد بعض المواقع الإلكترونية الخاصة بالتعارف والدردشة، أما الأطفال فلم تعد كلمة “بابا” تعني لهم بعد أن أصبحت موسمية وتفتقد لمعناها الحقيقي”.