هما سائحتان فرنسيتان أوليفيا وشارلي جاءتهما فكرة القيام برحلة لاكتشاف دول افريقية أو بالأحرى مناطق لا يعرفها الكثيرون عبر سيارة رباعية الدفع التي قامتا بتجهيزها بكل اللوازم الضرورية من سرير وأكل وغيرها، ومشاركة مغامرتهما مع محبي وعشاق السفر.
أثناء حلولهما بالمغرب، اختارتا المرور بممرات دادس بإقليم تنغير للوصول إلى علو يصل إلى 3000 متر، شاءت الأقدار أن تلتقيان براعي الغنم “محمد” البالغ من العمر 35 سنة.
تقول السائحتين في الفيديو الذي جرى نشره عبر قناتهما باليوتيوب، “رأينا محمد من بعيد رفقة حماره كان يشور لنا بيديه ويسألنا ما إذا كنا بحاجة للمساعدة، بعدها قدم لنا الخبز وعندما أردنا دفع المال رفض أخذه وقال لنا إنها هدية”.
وأضافت أوليفيا “سألت محمد عما يفعله هنا، قال لي أنه أتى من القرية التي تتواجد أسفل الجبل ومشى حوالي 3 ساعات من أجل إحضار بعض الأكل لوالده الذي يبلغ 55 سنة ويعيش لوحده رفقة قطيع من الغنم قرب الوادي”.
أصرت السائحتين على مرافقة محمد والذهاب معه لرؤية والده، حيث تفاجأتا بالمكان الذي يعيش فيه، وأكد لهما محمد “أنه يتناوب كل نصف شهر ووالده على العيش في هذا المكان وأنهما تعودا على ذلك”.
في طريق العودة من عند والده التقى محمد بصديق له يدعى إسماعيل وهو شاب في الـ 24 من عمره، ساعده في حمل بعض البضاعة الثقيلة التي تحتوي على بعض العلف لقطيع الغنم، بعدها ودعهم محمد وذهب ليكمل عمله ويعود تقريبا 30 كيلومترا سيرا على الاقدام إلى القرية التي يعيش فيها رفقة عائلته.
إسماعيل الذي لم تكن الابتسامة تفارق محياه، اقترح على السائحتين شرب كأس شاي مغربي الأمر الذي لم ترفضانه، ورغم الفقر الذي يعيشه هو الآخر إلاّ أنه لم يبخل عليهما وشارك معهما بعض الطعام الذي كان يتوفر عليه من خبز وتفاح وعلبات السردين.
كرم وجود المغاربة لا يقدر بثمن، ومحمد وإسماعيل هما خير مثال على ذلك، قصتهما مع السائحتين أسرت قلوب العديد من الأجانب الذين عبروا عن ذلك من خلال تعليقاتهم على الفيديوهات وأيضا عبر تداولها (القصة) في مختلف منصات التواصل الاجتماعي.