اجتمع ريموند فيرنانديز ومارثا بيك في أربعينيات القرن الماضي ، ليشكلا أحد أخطر الثنائيات القاتلة في التاريخ الأمريكي. حيث كانا يستدرجان النساء الضعيفات من خلال إعلانات “القلوب الوحيدة” في الصحف، وهي طريقة شائعة في ذلك الوقت للبحث عن الصحبة أو الحب.
شراكة قاتلة
كان ريموند فيرنانديز، الرجل الذي عانى من حادث مروع في البحر أسفر عن إصابته بصداع دائم وفقدان شعره، يعتقد أن لديه قدرة غامضة على التحكم في النساء باستخدام السحر الأسود. ومن خلال إعلانات “قلوب وحيدة” في الصحف، بدأ في استدراج النساء المعزولات عاطفيًا. كانت مارثا بيك، التي نشأت في حياة مليئة بالوحدة والتهميش بسبب مظهرها الجسدي، واحدة من هؤلاء النساء اللواتي بحثن عن الحب. وضعت بيك إعلانًا في مجلة رومانسية، ورد عليه فيرنانديز، الذي كان هدفه الأول من هذه العلاقة هو الاستغلال المالي فقط.
لكن الأمور لم تسر كما كان فيرنانديز يخطط لها. فور لقائهما، إذ اكتشفا أن ما يجمعهما أكثر مما كان يتوقعه. و وقعا في حب بعضهما، مما دفع بيك إلى ترك أطفالها والانضمام إلى فيرنانديز في مخططه الإجرامي.
الجريمة الأولى : مأساة جانيت فاي
في عام 1949، ارتكب الزوجان جريمة فظيعة في شقتهم في لونغ آيلاند، نيويورك. كانت جانيت فاي، التي كانت في السادسة والستين من عمرها، قد انتقلت للعيش مع فيرنانديز بعد أن وعدها بالزواج. ورغم وعده لبيك بعدم إقامة علاقات مع ضحاياه، إلا أنه وقع في علاقة جسدية مع فاي. وعندما اكتشفت بيك ذلك، انفجرت غضبًا وضربت فاي بمطرقة على رأسها، ليقوم فيرنانديز بعدها بخنقها. كان هذا الفعل بداية لموجة من القتل التي انتهت باعتقالهما.
الجرائم تتوالى
بعد مقتل جانيت فاي، فرّ القاتلان إلى ميشيغان حيث التقيا بالمرأة الأرملة ديلفين داوني التي كانت تبحث عن الحب أيضًا. وبطريقة مشابهة، أقام الزوجان مع داوني وابنتها الصغيرة البالغة من العمر عامين. لكن بعد أن أعطاها فيرنانديز حبوب منومة أسكتتها، كان القلق يساور داوني. حاولت بيك قتل الطفلة بعدما أصيبت بالذعر من صراخها، حيث اختنقتها في دلو من الماء. في الوقت ذاته، قتل فيرنانديز الأم بالرصاص.
تم دفن الجثث في قبو المنزل و توالت جرائمهما حتى تم اعتقالهما بعد فترة .
لكل بداية نهاية:
لقبض عليهما في مارس 1949، اعترف فيرنانديز بكل شيء، حتى أنه أشار إلى قتلهما لـ 17 إلى 20 امرأة. لكنهما لم يتم الحكم عليهما سوى بمقتل جانيت فاي. بعد محاكمة علنية في نيويورك، تم إدانتهما وحكم عليهما بالإعدام في الكرسي الكهربائي.
في 1951، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الزوجين في سجن سينغ سينغ، ليضع بذلك النهاية لواحدة من أفظع القصص الإجرامية في التاريخ الأمريكي. كانت آخر كلمات فيرنانديز قبل إعدامه: “أحب بيك، ماذا يعرف الناس عن الحب؟”. أما هي فقالت: “قصتي هي قصة حب، لكن فقط أولئك الذين عانوا من الحب يمكنهم فهم ما أعنيه.”
بعد تنفيذ حكم الإعدام بقي صدى جرائم “القلوب الوحيدة” يتردد في الأرجاء ، حيث تم تحويل القصة إلى فيلم في عام 1970 تحت عنوان Honeymoon Killers” The “، ولاحقاً تم تقديم قصة هذه الجرائم في فيلم آخر عام 2006 . هذه القصة تظل علامة فارقة في تاريخ الجرائم المروعة التي كان الحب هو الدافع الظاهري لها، ولكنها في الحقيقة كانت تعبيرًا عن شر غير محدود وجشع قاسي.