سرطان البروستات واحد من السرطانات التي تصيب الرجال، وتزيد مخاطره مع التقدم في العمر، ويؤثر بشكل كبير على الحياة الجنسية للرجل. البروفسور حبيب فوزي، اختصاصي في الأمراض السرطانية ومدير “مركز الأزهر للأنكولوجيا” يقربنا أكثر من المرض، أعراضه، علاقته بالتغذية وطرق علاجه.
ماهو سرطان البروستات؟
قبل الحديث عن سرطان البروستات أود أن أعرف في البداية هذا العضو، الذي هو عبارة عن غدة صغيرة توجد عند الرجال فقط، وتقع بين القضيب والمثانة. وهي إحدى الغدد الذكرية التناسلية التي تعمل على تحسين العملية الجنسية من خلال تنشيط السائل المنوي، وتسهيل حركة الحيوانات المنوية. وسرطان البروستات يتطور ببطء عادة، لذلك قد لا تظهر علامات الإصابة به لسنوات عديدة. وهو شائع عند الرجال ويظهر عادة بعد سن الستين، وتزيد نسبته بصورة كبيرة بعد سن الثمانين، لأن خلايا البروستات تشيخ، فتبدأ في التحول إلى خلايا سرطانية.
هل هذا يعني أن الرجال الأصغر سنا لا يصابون بالمرض؟
هناك عوامل داخلية وخارجية تتدخل في الإصابة بالسرطان بشكل عام، وتساهم في نمو خلايا غير طبيعية تتكاثر بشكل كبير دون القدرة على السيطرة عليها، فتطغى على العضو المصاب، مشكلة ما يسمى بالورم. ومن بين هذه العوامل نجد نمط العيش، التغذية، التدخين، التعرض لبعض المواد الكيماوية سواء في الغذاء أو في نمط الحياة وغيرها. وبالتالي قد تساهم هذه العوامل في ظهور المرض في عمر أصغر. فمثلا نحن داخل مركز الأزهر للأنكولوجيا نستقبل أكثر من 150 حالة إصابة بسرطان البروستات في السنة ما بين 50 و70 سنة.
ماهي أعراض الإصابة بالمرض؟
تعتمد أعراض المرض على المرحلة التي يكون فيها السرطان، ففي المراحل الأولى التي يكون فيها المرض محصورا في حدود الغدة قد لا تكون الأعراض ظاهرة، وهنا يصعب التشخيص. ومع تطور المرض وتقدمه تظهر لدى المريض مشاكل في التبول ناجمة عن الضغط الذي يشكله الورم السرطاني على المثانة. وقد تشمل هذه المشاكل صعوبة في التبول، أو خروج البول بشكل متقطع، أو الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، أو ضعف تدفق البول أو ظهور دم، أو شعور بعدم الراحة في الحوض، أو آلام في العظام والعمود الفقري، وظهور تآكل في العظام (إذا ما وصل إلى العظم)، وهي المراحل المتقدمة للمرض.
هل المرض وراثي؟
لا ليس وراثيا.
هل يمكن للتغذية أن تقلل من الإصابة من المرض؟
للتغذية أهمية في زيادة خطورة سرطان البروستات، إذ إن التغذية الغنية بالدهنيات والمفتقرة إلى الخضر والفواكه والألياف تزيد من احتمال الإصابة بسرطان البروستات. في حين أن التوازن الغذائي يقي لا محالة من الإصابة. فمثلا هناك دراسات تؤكد أن تناول الطماطم يساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان البروستات، بالإضافة إلى المشي ساعة يوميا، مع الابتعاد ما أمكن عن تناول اللحوم الحمراء (مرتين في الأسبوع)، وتعويضها بالسمك واللحوم البيضاء.
ماذا عن العلاجات المتوفرة؟
علاج سرطان البروستات يختلف وفقا لمرحلة انتشار المرض. إذ يختلف بين الحالات الموضعية والحالات المنتشرة والمتقدمة، ويشمل: العلاج بالأشعة: ويعني توجيه أشعة عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان، مما يؤدي إلى إتلاف الخلايا السرطانية، وبالتالي موتها. هناك أيضا العلاج الجراحي: وهدف العمليات الجراحية هو استئصال الورم من البروستات أو استئصالها كليا، لكن يبقى خطر التأثير على القدرة الجنسية للرجل قائما في هذا النوع العلاجي. أما العلاج الهرموني: فهو مجموعة من الأدوية هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكرية. في حين أن العلاج الكيميائي يعمل على تقليل تكاثر الخلايا أو توقفها كليا.
إلا أن لهذا العلاج أعراضا جانبية. ليبقى العلاج بالأشعة أفضل علاجات سرطان البروستات، علما أنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرا كلما كان علاجه فعالا.