تستعد غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط للنظر في ملف إحدى أخطر العصابات الإجرامية التي زرعت الرعب في قلوب سائقي تطبيق النقل “إندرايف” في قضية هزت الأوساط .
حسب جريدة “الصباح ” فهذه العصابة لم تكتفِ بالسرقة، بل ارتكبت جرائم قتل وحشية وتعذيب قاسٍ. حيث تورطت في استدراج ضحاياها بحيل شيطانية، انتهت بجروح بالغة وخسائر فادحة.
التحقيقات تكشف المستور
فرق أمنية ودركية متعددة عملت ليلاً ونهارًا لكشف خيوط الجريمة. منها فرقة الشرطة القضائية بتمارة ودرك عين عتيق والمنصورية وأمن الرباط والقنيطرة. الجهود تكللت برصد العصابة، ووجهت النيابة العامة تهماً ثقيلة إلى ستة من المتهمين، بينها القتل العمد مع سبق الإصرار، التعذيب، السرقة، وتكوين عصابة إجرامية. في حين تورط ثلاثة آخرون في إخفاء المسروقات وتغيير معالم السيارات.
حيل الجناة: تطبيقات بريئة وجرائم قاتلة
بدأت العصابة عملياتها عبر استدراج السائقين بحجوزات وهمية من خلال تطبيق “إندرايف”، ثم تنفيذ مخططاتها الإجرامية في مناطق خالية.و هذه الحيل التي ارتكبوها على بعض الضحايا .
- الضحية الأول: استدرج إلى منطقة عين عتيق، حيث هاجمه أفراد العصابة برذاذ مسيل للدموع، كبّلوه وألقوا به في منطقة معزولة قبل الفرار بسيارته.
- الضحية الثاني: نفس السيناريو تكرر مع اختلاف بسيط في الموقع، حيث سلبت منه سيارته بعد وضعه في الصندوق الخلفي.
- الضحية الثالث: تعرض لاعتداء وحشي في بوزنيقة تركه غارقًا في دمائه، وتم نقله للمستشفى بشهادة طبية تُثبت عجزه لمدة 60 يومًا.
جرائم لا ترحم
لم يقتصر الأمر على الاعتداء والسرقة، بل شملت الجرائم استخدام أساليب تعذيب غير إنسانية. مثل تقييد الضحايا بشريط لاصق، ضربهم بوحشية، وسرقة أموالهم ومقتنياتهم الشخصية.
كما استدرجت العصابة ضحية من تامسنا وأجبرته على تسليم 500 درهم وبطاقة بنكية برمز خاطئ، مما دفعهم لتركه مصابًا في مكان منعزل.
الأخطر: اختطاف شرطي وقتل موظف بالمجمع الشريف للفوسفات
في حادثة مروعة، اختطف الجناة شرطيًا بالقنيطرة، سلبوه شارة عمله وبطاقته البنكية واعتدوا عليه قبل رميه في منطقة غابوية. أما الجريمة الأشد، فكانت قتل موظف في المجمع الشريف للفوسفات ورمي جثته بغابة بين تامسنا وسيدي بطاش، مما كشف وحشية هذه العصابة.
الإيقاع بالجناة
جهود الأمن لم تذهب سدى. بعد تعقب دقيق، تمكنت فرقة محاربة العصابات بالتنسيق مع الدرك من مداهمة شقة بالصخيرات حيث تم القبض على اثنين من المتهمين. ومن بين المحجوزات، وجدت شارات مزيفة وأدلة تقود لتورطهم في جرائم إضافية.
صوت العدالة يقترب
ستشهد المحكمة جلسة محاكمة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر الأربعاء المقبل. فهل ستتمكن العدالة من الاقتصاص للضحايا؟ وهل ستكون هذه نهاية عصابة أرعبت السائقين وخلّفت وراءها ذكريات مريرة؟
في انتظار الإجابة، تبقى الحقيقة الواضحة: الجرائم البشعة لا مكان لها في مجتمع يسعى للأمان.