كيف تصبح الحياة الزوجية بعد مرور عشر سنوات عليها؟ هل تظل المشاعر الجميلة والرومانسية قائمة أم تحل مكانها مشاعر الصداقة والعشرة حتى لا تقول الأخوة؟ أسئلة نحاول الإجابة عليها من خلال طرق أبواب أزواج مر على زواجهم عشر سنوات، هنا نتعرف على التغييرات التي طرأت على العلاقة التي تربطهم ببعضهم البعض.
تبدأ الحياة الزوجية بشكل هادئ ومريح، بحيث ترى الأزواج يعيشون حياة كلها حب ومودة وتفاهم، على اعتبار أن كل واحد منهم وجد نصفه الاخر الذي لا غنى له عنه، وتمر السنوات لتدخل أمورا أخرى على الخط: مشاكل الأبناء، الأعباء المنزلية، وظيفة الزوجة، الغيرة، الشك، إلى غير ذلك من الأمور التي تشغل البال وتساهم في تغيير طبيعة العلاقة الزوجية، لتجعل منها في بعض الأحيان جحيما لا يطاق وفي أحيان أخرى تمر بشكل عابر بدون أن تترك جروحا والاما تذكر، ومما لاشك فيه أنه لا أحد يمكن له أن يجزم بأن الحياة الزوجية كلها ورود في ورود، ولا يختلف اثنان على أن هذه الحياة معرضة للعديد من المواقف المحزنة والمبكية أحيانا، لتصبح بذلك امتحانا حقيقيا لمدى صلابة هذا الرابط الاجتماعي، ولا يمكن تخيل حياة خالية من المشاكل سواء البسيطة منها أو المعقدة.
إلا أن هناك بعض الزيجات التي تصبح بعد مرور سنوات عديدة، بمثابة الجحيم الذي لا يطاق لتكثر المشاكل والمشاجرات اليومية، وهناك بعض الزيجات التي تحافظ على هدوء العلاقة وثباتها، وتحصنها من تسرب الملل إليها، ولكن هذا الأمر وحسب من التقيناهم فهم ليسوا بالعدد الكبير، بحيث يصعب على أي زوجين المحافظة على حياة أسرية هادئة بعد عشر سنوات من الارتباط، بل إن منهم من قال لنا ساخرا: ولا بعد سنة واحدة من الزواج.
مشاكل الحياة اليومية لا تترك فرصة للمشاعر
ليلى أم لطفلتين متزوجة منذ 11 سنة تقول: لا يمكن القول بأن الحب يموت بعد عشر سنوات من الزواج، ولكن أيضا لا يمكن القول بأنه يظل قويا كما كان، لسبب بسيط هو أن مشاكل الحياة اليومية لا تترك فرصة للمشاعر كي تظل قوية، وتستدرك قائلة: ولكنها بالتأكيد لا تموت لأن للأبناء دور كبير في جعلها حية دائما.
عندما تدخل القفة من الباب يخرج الحب من الشباك
أما أمينة، سيدة متزوجة منذ عشر سنوات ونصف وأم لثلاث أبناء فتقول: عندما تدخل القفة من الباب يخرج الحب من الشباك. وتضيف ضاحكة: العشرة هي اللي كتبقى من بعد مرور سنين على زواج.
الحب هو العشرة الطبية
بالنسبة إلى السي محمد، أب لطفل واحد يقول: أنا وزوجتي أصبحنا أصدقاء بعد مرور 10 سنوات على زواجنا، وأصبح العقل يتحكم في تصرفاتنا وحياتنا اليومية، خصوصا بعد أن أنجبنا أيمن، أصبح الأمر أشبه بعلاقة قرابة عائلية ولكنها علاقة طيبة ولا تشوبها مشاكل كبيرة، وهو الأمر الذي تؤكده زوجته سعاد بالقول: الحب هو العشرة الطيبة واحترام كل منا للاخر، وهو الأمر الذي مازال يسود بيننا رغم مرور وقت طويل على زواجنا، ومادامت المسألة هكذا فلا أظن أن طول مدة الزواج تقتل الحب، بل تقويه وتزيده مودة وتراحما.