وقد تخشين في بعض الأحيان أن تفسدي طفلك بالتدليل إذا أعطيت له الحنان الذي طلبه، وكما يحتاج طفلك للهواء والماء والطعام فهو في أشد الحاجة إلى حبك، فتلبية حاجاته لا يعني تدليله.
فوجود طفل مدلل لا يعد مشكلة عرضية أو مؤقتة فقط، ولا هي مرحلة وتمر، فإذا لم تعيدي تشكيل سلوك الطفل + المدلل فسوف تعانين من سلوكه السيئ مدى الحياة، وأكثر فترة ستعانين فيها من هذا السلوك في فترة المراهقة، لأن سلوكه غالبا ما سيكون أسوأ، وعندما يكبر قد يجد صعوبة في التكيف مع أمور الحياة والناس، لأنه يكون قد اعتاد أن يحصل على ما يريد عن طريق استخدام سلوكه السيئ.
يقول خبراء تربية الطفل، إن الطفل المدلل هو الذي يثور عندما لا تلبي احتياجاته، ويذعن أبواه لرغباته، فمثلا، الطفل يريد بعض الحلوى ولكن والدته ترى أنه يجب أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء، يبكي الطفل ويدبدب بقدميه ويلقى بنفسه على الأرض وهو ثائر.
تستسلم والدته وتعطى له الحلوى، هذا الطفل مدلل لأنه لم يلتزم بالقواعد التي وضعتها والدته، وقد استسلمت هي لسلوكه السيئ، فالطفل قد تعلم أنه يستطيع الحصول على ما يريد عن طريق السلوك السيئ.
والسؤال هو كيف يقع الآباء في هذه المصيدة؟ يقول خبراء علم الاجتماع إن الآباء يفسدون أطفالهم بدون قصد كالآتي:
• عدم وضعهم لقواعد محددة يتعايش بها الأطفال.
• عدم الحرص على الالتزام بالقواعد. وينصحون بفعل الآتي:
• يجب أن يعرف الطفل دائما ما الذي يتوقعه وما الذي نتوقعه نحن منه.
• وضع القواعد والحرص على تطبيقها، كما أن الطفل يشعر بالأمان في وجود روتين وقواعد معينة في حياته. ولكن هذه القواعد يجب أن تكون منطقية ومناسبة لسن الطفل، وكلما كبر الطفل يجب أن تتغير القواعد أو تعدل لتناسب سنه.
• مكافأة السلوك الجيد، فكل مرة يحسن طفلك التصرف كافئيه وامدحيه..
وأخيرا، إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد كبر وأصبح مدللا، وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك، فكري مرة أخرى، فيعتقد خبراء التربية أنه يمكنك إعادة ضبط سلوك طفلك باستخدام النصائح السابقة.