مع حلول الشهر الفضيل، يصبح الطفل شديد الحماس للصيام وتقليد والديه، لكن قرار السماح له بالصيام يعتمد بشكل أساسي على مجموعة من العوامل الصحية التي سنتعرف عليها مع أخصائية طب الأطفال الطبيبة بشرى أباكا.
متى يسمح للطفل بالصوم؟
يفضل أن يصوم الطفل ابتداءً من سن العاشرة، ففي هذه السن يمكن أن نقول أنه وصل لمرحلة النمو وأصبح قادرا على تحمل عدد ساعات الصيام في اليوم والتي لا يمكن أن تؤثر عليه، إلا في حال كان يعاني من أمراض مزمنة.
متى يمنع الطفل من الصيام؟
نقوم بمنع الطفل من الصيام إذا كان يعاني من أمراض مزمنة مثل فقر الدم أو من مشاكل فقدان الشهية، فالصيام في هذه الحالة يؤثر بشكل كبير على صحته، وهناك أيضا فئة أخرى من الأطفال الذي يعانون من مرض السكري الذين يمنع عليهم كليا الصيام، ناهيك عن أصحاب الأمراض المزمنة مثل الكلي والقلب والذين يتناولون بشكل دائم الأدوية، هذه الفئة من الأطفال بالذات يتوجب عليهم شرب كمية كبيرة من الماء في اليوم، الأمر الذي يصعب عليهم عملية الصيام.
ما هو السن الأفضل لتعويد الطفل على الصيام؟
نقوم تدريجيا بتعويد الطفل على الصيام، يعني صيام لساعات قليلة أو خلال النهار،بعدها صيام كامل، لكن في حال ظهرت على الطفل علامات تعب وأصبح لونه شاحبا وشعُر بالغثيان هناك يتوجب على الأم التدخل وقطع الصيام، لأنه لا يعتبر صوما إجباريا، هو صوم تطوعي من عند الطفل، يعني يجب علينا احترام العلامات التي يقوم بها جسم الطفل، وقطع الصيام وإعطائه وجبات تحتوي على السكريات ولا ننسى شرب الماء.
هل الرياضة واللعب يضعفون الأطفال في رمضان؟
يمنع كليا على الطفل ممارسة الرياضة واللعب، أو القيام بمجهود جسماني خلال الصيام، لأن هذا الأمر يضعفه كثيرا.
يجب على الأم تحضير طفلها جيدا للصيام وأن تشرح له ما هو الصوم وما هي الأمور التي يجب أن يقوم بها، لأن الذات في هذه الحالة تحتوي على نسبة معينة من الطاقة التي يتم تقسيمها في اليوم، لذلك يفضل عند استيقاظ الطفل أن يكون مرتاحا وأن يقوم بأنشطة خفيفة لا تعتمد على الطاقة والحركة لكي لا يضعف، وأن يركز أكثر في شهر رمضان على الصلاة وتلاوة القرآن وأن يتصرف مثل الكبار ولما لا يشاهد التلفاز ويستريح وأن لا يبذل طاقة كبيرة أثناء الصيام.
نصائح للتعامل مع صيام الطفل لأول مرة..
أنصح الأمهات بإعداد أطفالهن جيدا لأول صيام لهم، يعني مثلا أن تطلب منه عدم تناول الطعام والاكتفاء فقط بشرب المياه (هذا طبعا في حال شعُر بالعطش)، ويجب أن تحتوي كل من وجبتي الإفطار والسحور على المعادن والفيتامينات الصحية التي تساعد على تكوين جسم الطفل وتعويض العناصر الغذائية التي يفقدها أثناء الصيام، وأن تتفادى إعطائه أغذية تحتوي على المملحات، السكريات، المخللات ،ونسب عالية من الدهون، لأنها تؤدي إلى العطش والجوع، والاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف، ولا ننسى طبعا شرب كميات كافية من الماء قبل الصيام وبعده.