يشهد ملف سكينة بنجلون، التي عُرفت إعلامياً بلقب «صاحبة أغلى طلاق في المغرب»، منعطفاً قضائياً حاسماً إثر قرار النيابة العامة إيداعها رهن الحبس الاحتياطي بسجن عكاشة بالدار البيضاء، وإحالتها على المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع. جاء هذا الإجراء الصارم بناءً على شكاية رسمية بالتشهير وادعاءات كاذبة تقدّم بها طليقها السابق، ما يفتح فصلاً جديداً ومثيراً في النزاع الذي استأثر باهتمام الرأي العام خلال الأشهر الماضية.
تعود جذور القضية إلى سلسلة من التصريحات والمقاطع المرئية التي نشرتها بنجلون على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. تضمّنت هذه المنشورات تفاصيل خاصة ومزاعم مرتبطة بمسار طلاقها، وقضايا النفقة، وتقاسم الممتلكات بين الطرفين. وقد اعتبر الطليق أن هذه التصريحات تجاوزت حدود حرية التعبير، وشكّلت قذفاً صريحاً وإلحاقاً للضرر الجسيم بسمعته وشرفه، ما دفعه إلى تحريك المتابعة القضائية وتقديم شكاية مباشرة أمام النيابة العامة.
اكتسبت سكينة بنجلون لقبها الشهير بعد صدور حكم قضائي سابق ألزم طليقها بأداء مبلغ مالي يقدر بـ 720 ألف درهم، وهو المبلغ الموزع بين نفقة المتعة ونفقة السكن. وقد أثار هذا القرار نقاشاً مجتمعياً وقانونياً واسعاً حول تقديرات التعويض في قضايا الطلاق داخل الأسرة المغربية، خاصةً مع تحول الخلافات العائلية إلى مادة متداولة على نطاق واسع في الفضاء الرقمي.
أُحيلت السيدة بنجلون، مساء يوم الخميس 27 نوفمبر 2025، على أنظار المحكمة المختصة التي قررت وضعها تحت تدابير الحبس الاحتياطي، استكمالاً لمسطرة التحقيق والمتابعة. وتأتي هذه الخطوة في سياق يبرز تشدّد النيابة العامة في التعاطي مع الجرائم الإلكترونية المتعلقة بالتشهير والمساس بالحياة الخاصة للأفراد عبر المحتوى الرقمي، مُؤكدةً بذلك أن الفضاء الافتراضي ليس بمنأى عن المساءلة القانونية.
أشعل قرار اعتقال سكينة بنجلون مجدداً فتيل النقاش حول حدود حرية التعبير في المنصات الرقمية، والمسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تقع على عاتق صُنّاع المحتوى عند الخوض في القضايا العائلية والشخصية. كما أثارت هذه الحالة تساؤلات جدية حول ضرورة رفع الوعي القانوني لدى الجمهور بخصوص عواقب التشهير والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل التزايد الملحوظ لقضايا المتابعة على خلفية المحتوى الرقمي.
لا يزال الملف قيد التحقيق والمحاكمة، ومن المتوقع أن تكشف الجلسات المقبلة مزيداً من الأدلة والمعطيات حول التهم الموجهة إلى السيدة بنجلون.