من قلب الصحراء المغربية، تستعد مدينة زاكورة لاحتضان فعاليات المهرجان الدولي العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي من 10 إلى 14 نونبر الجاري، في دورة جديدة تحتفي بروح القارة الإفريقية وتُكرّس حضور السينما الوثائقية كجسر ثقافي وإنساني، تحت شعار: «السينما الوثائقية دعامة لتجسيد عمق المغرب الإفريقي وقيمه الكونية».
في المسابقة الرسمية، يتنافس 21 فيلمًا دوليًا من دول عربية وإفريقية وآسيوية، تجتمع جميعها على هدف واحد: سرد الواقع بعدسة فنية وإنسانية.
من ليبيا يشارك كل من «بطلة» لمحمد مصلي، «أصدقاء الجبل» لمحمد القصير، و*«غسوف»* لياسين الكيلاني. ومن اليمن تحضر أفلام «سطل» لعادل الحيمي، «صنع في حضرموت» لمجاهد عامل، «الحنان المهجور» لصالح طارق، و*«لن أغادرها»* لعلوي السقاف.
أما المغرب، فيمثلُه فيلمان يوثّقان لذاكرة المكان والإنسان «أكادير أودمام» لإبراهيم المرابط (46 دقيقة) «القرية المنجمية العمالية» لأحمد ياسين، الذي يعود إلى تاريخ قرية عمال المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة.
كما تشارك أعمال من تونس («البدون» لخلود المثلوثي)، العراق («شجرة النارنج» لعلي العبادي)، لبنان («من بيروت إلى الراين» لشادي زيدان)، سوريا، البحرين، إيران، مصر وسلطنة عمان، في تنوع يعكس غنى التجارب الوثائقية في الفضاء العربي والإفريقي.
وترأس لجنة تحكيم المسابقة الفنان والمخرج المغربي حميد زيان، إلى جانب نخبة من السينمائيين من المغرب والسودان وسلطنة عمان، من بينهم منال الصديقي والحسين حنين.
المهرجان، المدعوم من المركز السينمائي المغربي وعدد من الهيئات المحلية والجهوية، سيعرف تنظيم ندوات فكرية، وتوقيع مؤلفات سينمائية، وتكريم وجوه فنية مغربية ودولية، إلى جانب أنشطة ثقافية وسياحية تبرز سحر زاكورة وغناها التراثي.
بهذا الزخم، يواصل المهرجان الدولي العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي تعزيز موقع زاكورة كمنارة للفن الوثائقي، ومختبر لتلاقي الثقافات والقصص الإنسانية من المغرب إلى عمق القارة.
