اهتز حي “بنعنفر” بجماعة القليعة، نواحي إنزكان آيت ملول، على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها والدان على يد ابنهما. لحظات قليلة قبل الإفطار، كانت الأسرة تستعد لكسر صيامها. لكن بدلًا من اجتماع عائلي دافئ، تحولت الطاولة إلى مسرح لجريمة دموية أنهت حياة الأب والأم بوحشية لا توصف.
جريمة مزدوجة تهز القليعة.. والفاعل ابنهم
حين هرعت السلطات إلى مسرح الجريمة، كان المشهد أشبه بفيلم رعب: دماء متناثرة، جسدان هامدان، وصمت ثقيل يخيم على المكان. لم يكن هناك أثر للجاني، فقد فرّ بعد تنفيذ فعلته إلى وجهة مجهولة، تاركًا وراءه تساؤلات مرعبة: كيف يمكن لابن أن يذبح والديه بهذه القسوة؟
تقرؤون أيضا : اختفاء استمر 7 سنوات: كيف قاد بلاغ سرقة إلى حل لغز اختطاف الطفل عبد العزيز خان؟
ماضٍ دموي.. هل كان يمكن منع الجريمة؟
لم تكن هذه المرة الأولى التي تُلطخ فيها يد الجاني بالدماء، فوفقًا لتصريح شقيقه، سبق لهذا الشخص أن قتل طفلًا في الماضي، مما أدى إلى الحكم عليه بحوالي 20 عامًا. ورغم ذلك، عاد إلى المجتمع دون متابعة نفسية أو رقابة، وكأن ما حدث مجرد خطأ عابر، وليس إنذارًا بخطر قد يتكرر.
القبض على القاتل
لم يطل هروبه طويلًا، إذ تمكنت مصالح الدرك الملكي من توقيفه في المحطة الطرقية بإنزكان، حيث كان يحاول الفرار.
ختاما جريمة القليعة ليست مجرد حادثة عابرة، بل انعكاس لمشكلة أعمق تتعلق بإهمال الصحة النفسية. عندما يتحول المنزل إلى مسرح جريمة، فهذا يعني أن المجتمع بأسره في خطر، وأن السكوت عن هذه القضايا قد يؤدي إلى مآسٍ جديدة.
إن كان هناك درس يجب أن نتعلمه من هذه الفاجعة، فهو أن العلاج النفسي ليس رفاهية، والمتابعة ليست خيارًا، بل ضرورة لحماية الجميع. وإلا، فقد نسمع غدًا عن مأساة أخرى، في مكان آخر، وبطريقة أكثر بشاعة.