تحولت لحظات من المزاح إلى مأساة مفجعة أودت بحياة الفتاة إيليان أندام، البالغة من العمر 15 عامًا، في كرويدون، جنوب لندن. جريمة عنيفة وقعت في وضح النهار، أمام أعين المارة، و السبب هو دمية دب ..
دمية دبّ… وجريمة مروعة
بدأت القصة بخلاف بسيط حول دمية دب، لكن نهايتها كانت مأساوية. حسن سينتامو، البالغ من العمر 17 عامًا آنذاك، كان غارقًا في الغضب بعد انفصاله عن صديقة إيليان. عندما التقيا في مركز وايتغيفت التجاري يوم 27 سبتمبر 2023 لتبادل الهدايا التي كانت بينهما خلال العلاقة. رفض سينتامو إعادة ممتلكات صديقته السابقة، مما أثار استياء الفتيات. في لحظة اندفاع، ركضت إيليان وانتزعت الحقيبة التي كان يحملها، محاولة استرجاع أغراض صديقتها.
تصاعد الموقف بسرعة حيث طاردها سينتامو، وأخرج سكينًا كان يخفيه في ملابسه، مسددا لها طعنات قاتلة، من بينها طعنة في الرقبة أدت إلى نزيف مميت. سقطت إيليان على الأرض تحاول النجاة، لكن الأوان كان قد فات. وعلى الرغم من تدخل المسعفين، فارقت الحياة خلال دقائق، تاركة وراءها صدمة عميقة لعائلتها ومجتمعها.
تقرؤون أيضا : النداء الأخير: كيف تجاهلت السلطات استغاثات ماري حتى قتلت؟
مسيرة من العنف انتهت بجريمة قتل
لم يكن سينتامو مراهقًا عاديًا؛ فقد بدأ سجلّه العنيف في سن مبكرة. كان في الثانية عشرة من عمره عندما حذّرته الشرطة لأول مرة بعد أن أحضر سكينًا إلى المدرسة. كما أظهر عدوانية تجاه الفتيات، وهدد بإيذاء قطة . تنقل بين دور الرعاية والمدارس الخاصة بعد طرده بسبب سلوكه العنيف، لكنه لم يتلقَ العلاج النفسي المناسب.
قبل يوم من الجريمة، تعرض سينتامو للسخرية من الفتيات ورشق بالماء في المركز التجاري. لم يستطع تجاوز تلك الإهانة، وقال لصديقه: “لا يمكنني ترك الأمر يمر”، وكأنها كانت إنذارا لكارثة وشيكة .
23 عامًا خلف القضبان… لكن هل هذا يكفي؟
حكم على سينتامو بالسجن لمدة 23 عامًا على الأقل، لكنه سيحمل عبء جريمته مدى الحياة . في المحكمة، وصف القاضي الجريمة بالقاسية، مشيرًا إلى أن الجاني يفتقر إلى القدرة على التحكم في مشاعره القوية مثل الغضب والشعور بالعجز. أما والد إيليان، فعبّر عن ألمه العميق قائلًا: “عندما أغمض عيني، أرى الرعب الذي عاشته ابنتي… أفكر فيما إذا كانت قد نادتني طلبًا للمساعدة، لكني لم أكن هناك لإنقاذها”.
عنف الشباب: أزمة تتفاقم بلا حلول واضحة
لم تكن جريمة إيليان حادثة فردية، بل جزءًا من أزمة متصاعدة تتعلق بارتفاع معدلات العنف بين الشباب. بريطانيا تشهد ارتفاعًا في جرائم الطعن بين المراهقين، مما دفع شخصيات بارزة مثل الممثل إدريس إلبا ورئيس الوزراء ريشي سوناك إلى المطالبة بتشديد القوانين المتعلقة بحمل الأسلحة البيضاء.
لكن القوانين وحدها لا تكفي. هذه الجريمة تثير تساؤلات جوهرية حول دور المجتمع، والمدارس، والأسر في الوقاية من مثل هذه المآسي. لماذا لم يحصل سينتامو على الدعم النفسي المناسب؟ وكيف يمكن منع وقوع جرائم مشابهة في المستقبل؟
وداعًا إيليان .. حلم لم يتحقق
كانت إيليان تحلم بأن تصبح محامية تدافع عن المظلومين، لكنها أصبحت ضحية للظلم نفسه. رحلت تاركة فراغًا في قلوب أحبائها ورسالة تحذير قوية للمجتمع: الغضب غير المروض، والإهمال في التعامل مع العنف، والتهاون في علاج المشكلات النفسية قد تكون جميعها عوامل قاتلة.
ختاما ربما كانت دمية دبّ هي البداية، لكن السبب الحقيقي لهذه الجريمة كان أعمق بكثير.