أكدت دراسة علمية أميركية حديثة أن تخصيص بضع ساعات أسبوعياً لمساعدة الآخرين، سواء عبر العمل التطوعي المنظم أو من خلال مبادرات الدعم اليومي غير الرسمي، ارتبط بتباطؤ تراجع القدرات المعرفية المصاحبة للتقدم في العمر، ما يبرز أهمية العطاء الاجتماعي في الحفاظ على صحة الدماغ.
متابعة علمية على مدى سنوات
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات آلاف البالغين، جرى تتبعهم لسنوات ضمن مسح وطني أميركي يعنى بالصحة والشيخوخة. وركز الباحثون على قياس العلاقة بين مستوى الانخراط في مساعدة الآخرين والتغيرات التي طرأت على الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة، والتركيز، وسرعة الاستيعاب.
ساعات قليلة .. ونتائج واضحة
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين خصصوا ما بين ساعتين وأربع ساعات أسبوعياً لمساعدة الآخرين سجلوا تراجعاً أبطأ في قدراتهم المعرفية مقارنة بغيرهم. وأكدت الدراسة أن هذا الأثر الإيجابي لم يكن مرتبطاً بحجم الجهد المبذول، بل بالانتظام والاستمرارية في تقديم المساعدة.
العطاء يتجاوز العمل التطوعي
لم تقتصر الفوائد على الأنشطة التطوعية داخل الجمعيات أو المؤسسات، بل شملت أيضاً أشكال المساعدة غير الرسمية، مثل دعم الجيران، ومساندة أفراد الأسرة، وتقديم العون للأصدقاء. وأشار الباحثون إلى أن هذا التفاعل الاجتماعي اليومي ساهم في تحفيز النشاط الذهني وتعزيز الشعور بالاندماج الاجتماعي.
تفسير علمي للنتائج
أوضح القائمون على الدراسة أن الانخراط في مساعدة الآخرين عزز الروابط الاجتماعية وقلل من العزلة، وهما عاملان معروفان بتأثيرهما الإيجابي على الصحة النفسية والعقلية. كما أن العطاء يتطلب تفاعلاً ذهنياً وتنظيماً للأفكار، ما يسهم في تنشيط الدماغ والحفاظ على وظائفه الإدراكية.
خلصت الدراسة إلى أن إدماج العطاء والمشاركة الاجتماعية في نمط الحياة اليومي يمثل وسيلة بسيطة وفعالة لدعم صحة الدماغ مع التقدم في العمر، مؤكدة أن فوائد مساعدة الآخرين لا تقتصر على بعدها الإنساني، بل تمتد لتشمل الوقاية من التراجع المعرفي المبكر.