يختلف الزوجان كثيرا في طريقة تربية أبنائهما، فكل واحد منهما يرى ما لا يراه الاخر، ويواصل معظمهم تربية أبنائه بنفس الطريقة التي اتبعها معه والده، أو بطريقة معاكسة تماما لتنشب خلافات ومشاكل بينهما بسبب رغبة كل واحد منهما في تربية الأطفال على طريقته. “لالة فاطمة” سألت اباء وأمهات عن الطريقة التي يعتمدوها في تربية أبنائهم، والأمور التي تثير خلافات بينهم وكيف يتم التعامل معها.
تطبيق ما نراه الأفضل
أظهرت العديد من الأبحاث التي أجريت على مدار السنوات الأخيرة، أن بعض طرق تربية الأطفال تأتي بنتائج أفضل من غيرها، وتساعد على نمو علاقات أفضل بين الاباء والأبناء، فتكون نتيجتها أطفال سعداء، أصحاء وأكثر فاعلية.
تقول سمية، 39 سنة أو لطفلة في ربيعها العاشر إن رؤيتها وطريقتها في تربية ابنتها تختلف تماما عن رؤية زوجها، مما يخلق مشاداة يومية بسبب أن كل واحد منهما يريد تطبيق ما يراه الأفضل من وجهة نظره. وعن الأمور التي تكون محل خلاف بينهما، تقول سمية للالة فاطمة “مثلا أنا أريد أن أعطي لابنتي حرية أكبر حتى تثق بنفسها أكثر وتتعود على اتخاذ قراراتها بنفسها، خصوصا وأنها مقبلة على مرحلة عمرية حساسة، في حين أن والدها يرفض ذلك ويفضل أن تبقى “مسدود عليها”، كما أنه يتدخل في كل كبيرة وصغيرة كطريقة لبسها وتسريحة شعرها، ويرى أنها “بدات تتكبر” وبالتالي لابد لها من الالتزام ببعض الأمور التي يراها مهمة وأساسية، في حين تبدو لي تافهة ولا أساس لها.
الاتفاق على أسلوب تربية موحد
لا يكاد يخلو منزل أو أسرة إلا وعاش أفرادها خلافات بسبب تربية الأبناء…خلافات تتنوع وتختلف حسب خلفية الاباء واهتماماتهم، مما يؤثر على الأبناء مستقبلا، يقول عمر، 48 سنة أب لطفلين، لابد أن يكون هناك اتفاق بين الأب والأو على مجموعة من الأساسيات في تربية الأبناء تفاديا للمشاكل التي قد تثور وتتأجج أحيانا، وفي حال حدث تجاذب أو اختلاف تتم مناقشته في مكان اخر بعيدا عن الأبناء، مع الحرص على عدم إثارة المشاكل بين الطرفين أمام الأطفال، يعلق عمر بابتسامة “أتحدث انطلاقا من تجربة تفوق عقدين من الزمن، في البداية كنا نعيش مشاكل وخلافات كثيرة بسبب أن الزوجة “تتشرق”، وأنا “تنغرب” حسب تعبيرها، مما جعل الأبناء يقعون في حيرة من أمرهم، ومع تكرار الأمر اضطررت للوقوف ووضع النقط على الحروف، وتوضيح مجموعة من الأمور الخلافية بيني وبين زوجتي في طريقة تربية الصغار، وهكذا تو توحيد الأفكار والاتفاق على أسلوب تربية موحد. والحمد لله أبنائي اليوم يحظون بتربية حسنة بشهادة الجميع”.