يؤدي الأولاد غالبا فاتورة الخلافات الزوجية التي تحصل بين الزوجين، اللذين يتناسيان وهما في خضم خلافاتهما، التي غالبا ما يكون سببها محاولة إثبات للذات أو التعنت في قبول الرأي الآخر، بأنهما مسؤولان عن ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا ثمرة علاقة أقل ما يمكن وصفها بغير الصحية ولا المتوازن
خسرت أولادي
تقول أمينة،وهي تحكي بلوعة كبيرة شوقها لأولادها وأيضا ندمها على عدم تغليب صوت الحكمة والتعقل في فترة خلافاتها مع زوجها، والتي أدت إلى برود مشاعر أولادها تجاهها، وبأنها أصبحت لا تراهم إلا في مناسبات معينة، ليس بسبب رفض والدهم للقائها ولكن السبب راجع إلى انقطاع حبل العاطفة بينهم بسبب غيابها عن البيت من جهة، وأيضا بسبب زواج والدهم وزواجها أيضا، مما جعلهم يعيشون في دوامة منقسمين بين ولائهم لأبيهم وواجبهم تجاهها. تقول أمينة بأنها أصبحت تشعر بأن أولادها أصبحوا مشتتين عاطفيا وغير متوازنين نفسيا، وبأنه كلما رأتهم على هذه الحالة تحمل نفسها مسؤولية ذلك، وتندم على استسهالها لكلمة الطلاق حينها، منادية جميع الأمهات بأن يضعن مستقبل أولادهن فوق كل اعتبار، لأنهم من يدفع تكاليف طلاق الوالدين.
غيرة مرضية
كانت سعاد وهي الآن في عقدها الثالث تحظى بجمال أخاذ يثير الانتباه إليها أينما حلت وارتحلت، تقدم لخطبتها العديد من الشباب طالبين ودها، إلا أنها كانت ترفض دائما طلبهم لأنها كانت مرتبطة عاطفيا بابن عمها المقيم بالديار الإسبانية .. بعد أخذ ورد بين العائلتين وافق الأهل على زواجهما، فكانت تلك اللحظة حسب وصفها من أسعد اللحظات في حياتها.. تمت حفلة الزواج وشهر العسل في عطلة الصيف ليعود بعدها زوجها إلى عمله، في انتظار أن يتمم لها إجراءات اللحاق به إلى إسبانيا. تقول سعاد بأنه بعد الزواج أصبحت لزوجها شخصية أخرى لم تكن على علم بها، أصبح يشك في كل شيء تقوم به، بل صار يضيق عليها الخناق في كل كبيرة وصغيرة وبدون أي سبب، متهما إياها بأنها تخونه، معللا كلامه برسائل هاتفية كانت تصل من مجهول تحذره من تصرفاتها غير الأخلاقية في غيابه.. تؤكد سعاد بأنها حاولت مرارا وتكرارا بأن كل هذه الرسائل هي أقاويل مغرضة، الهدف منها إنهاء علاقتهما الزوجية، لكن بدون نتيجة ليزداد الخلاف حدة بعد إعلان خبر حملها …
أي تصرف متهور سينعكس سلبا على الأطفال
يقول سعيد هلاوي أستاذ مادة علم الاجتماع الأسري بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح ل”لالة فاطمة “،بأن الأسرة هي عماد المجتمع، وبأنه عندما تكون الأسرة مبنية على التفاهم والاحترام والحب المتبادلين، فإنها تنشئ وتصدر للمجتمع أفرادا أصحاء نفسيا وجسديا سيساهمون في رقي هذا المجتمع.
كما اعتبر الهلاوي بأن هناك العديد من الأزواج من يتحملون مسؤولية عدم التوازن النفسي والعاطفي، الذي يعيشه أولادهم سواء كان والديهم مطلقين أو داخل العلاقة الزوجية، مطالبا الأزواج بضرورة التزام الحذر في تصرفاتهم أمام أطفالهم لأن أي تصرف غير مدروس سينعكس سلبا على تكوين أبنائهم.
كما شدد الهلاوي على أنه مهما كبرت المشاكل بين الزوجين لدرجة استحالت فيها العشرة بينهما، عليهما أن يضعا نصب أعينهما بأن أي قرار سيتخذانه سينعكس على أطفالهما بالسلب كان أو بالإيجاب، وبأن يكون مستقبل أولادهما فوق أي اعتبارات ذاتية أخرى، وبأن يخلقا جوا صحيا ملؤه التفاهم والعاطفة لأولادهما.