نظمت مؤسسة مكة الطبية بالدار البيضاء ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية لقاء علميا وتحسيسيا اليوم الأربعاء ، في إطار الحملة الوطنية للتحسيس والوقاية من السكتة الدماغية ، حاملة شعار لكل دقيقة لها أهميتها.

اللقاء التحسيسي سلط الضوء على المرض الذي بدأ يعرف انتشارا، مبرزا أسبابه وطرق العلاج والوقاية.
وشارك في اللقاء عدد من الأطباء الأخصائيين من تخصصات متعددة، أبرزها طب الأعصاب، جراحة الدماغ، الإنعاش، والأشعة التداخلية، حيث قدموا عروضا مفصلة حول المخاطر والمسببات المرتبطة بالسكتة الدماغية على المديين القريب والبعيد.
كما شدد المتدخلون على أهمية تعزيز الوعي بخطورة السكتات الدماغية من خلال التحكم في عوامل الخطر المرتبطة بها مثل ارتفاع ضغط الدم، التدخين، داء السكري، وارتفاع الكوليسترول، إلى جانب رصد العلامات التحذيرية المبكرة التي تستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ الحياة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد البروفيسور مصطفى دتسولي، المدير العام لمؤسسة مكة الطبية، أن: “السكتات الدماغية تشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة، ومن هنا تأتي أهمية توعية المواطنين بعوامل الخطر وطرق الوقاية، من خلال لقاءات علمية وإعلامية هادفة. لذلك تتطلب تعبئة جماعية لجميع الفاعلين في القطاعين العام والخاص.”

وأضاف قائلا: “يشكل هذا اللقاء أيضا مناسبة لتسليط الضوء على الوسائل والتقنيات العلاجية الحديثة المتوفرة داخل المؤسسة، خاصة التقنيات الإشعاعية التداخلية، التي نوفرها لفائدة جميع الفئات الاجتماعية، بفضل كفاءاتنا الطبية المتخصصة في هذا المجال.”
وأشار الأطباء إلى أن فرنسا تسجل 140 ألف حالة كل سنة و أمريكا 795 ألف حالة سنويا.
ويهدف اللقاء أيضا إلى رفع الوعي بخطورة السكتات الدماغية التي تعد من بين أهم أسباب الوفيات والعجز في العالم، حيث تسجل سنويا أكثر من 15 مليون إصابة تؤدي إلى 6 ملايين وفاة، فيما سجل المغرب سنة 2021 حوالي 52,561 إصابة و36,508 وفاة حسب معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME).
ومن أسباب هذا المرض عدد الأطباء الكثير منها كالتدخين وشرب الكحول والسمنة وأحيانا موانع الحمل لدى النساء والتقلبات الهرمونية، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، واتباع نمط غذائي غير صحي.

وفي ختام اللقاء، خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات العملية، التي شددت على أن السكتة الدماغية حالة طارئة تستدعي تدخلا فوريا، إذ يمكن أن تتسبب في الشلل أو الإعاقة الدائمة إن لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب.
وأكد الأطباء أن عامل الوقت يظل حاسما في إنقاذ حياة المريض، فكل دقيقة لها أهميتها في إيصال المصاب إلى قسم المستعجلات وتمكينه من العلاج في إطار تدخل منسق بين مختلف التخصصات الطبية.

وأشار المتدخلون إلى أن العلاج السريع الذي كان في السابق محدودا أصبح اليوم متاحا في عدد من المؤسسات الصحية بفضل تطور الوسائل والتقنيات الطبية، مما يعزز فرص النجاة والتعافي.
كما أوصوا بأهمية الوقاية من خلال المراقبة المنتظمة للأمراض المزمنة المساعدة على الإصابة بالسكتة الدماغية، كارتفاع الضغط الدموي والسكري وارتفاع الكوليسترول.