هي نموذج امرأة مغربية نجحت في مجال كان حكرا على الرجال. بعزيمة وإصرار استطاعت خديجة لحادبي، الحرفية المتخصصة في مجال الصباغة ومصممة الديكور الداخلي أن تجد لها موطأ قدم بين حرفيين لم يعتادوا وجود المرأة بينهم. عن مسارها والصعوبات التي واجهتها وجديد عالم الصباغة والديكور تحدثنا خديجة لحادبي في هذه الدردشة.
كيف جاءت فكرة دخولك عالم الصباغة؟
فكرة دخولي عالم الصباغة جاء صدفة. منذ نعومة أظافري وأنا من عشاق التصميم الداخلي وجماليته، بحكم المسؤولية التي كانت تسند لي من قبل والدي بخصوص الصباغة والديكور وكل الأشغال المتعلقة بالمنزل. صدفة ودون سابق تفكير وجدت نفسي في معهد متخصص في الصباغة، وهي الفرصة التي جعلتني أطور قدراتي أكثر، وأطلق العنان لنفسي وأبدع أكثر فأكثر في مجال اقتحمته قلة قليلة من النساء.
ماهي الصعوبات التي واجهتك؟
بحكم أن المجال حكرا على الرجال كانت الأحداث والقصص التي تقع معي في كل مرة تؤكد لي عدم تقبل الجنس الآخر وجودي معه في نفس المكان، الذي يعتبره عالمه الخاص. كانت بالنسبة لي بداية صعبة بكل المقاييس، فنظرة بعض الأشخاص لي برؤية تحط من شأني وتخوف عائلتي وعدم ثقة الآخرين بي.. كل هذه الأمور كانت في مواجهة طموحي وتحدي نفسي، لأثبت للجميع أن بإمكان المرأة أن تنجح في مجال أحببته بصدق.
احكي لنا بعض القصص التي عشتها وأثرت في مسارك المهني؟
من القصص الطريفة التي لازالت عالقة في ذاكرتي رغم مرور السنوات، أنني في إحدى الأيام كنت من بين المدعوين لإحدى شركات الصباغة إلى جانب زملائي العاملين في الصباغة والديكور، وذلك للكشف عن جديدها وأحدث موديلاتها. وكانت الشركة قد تعهدت في تلك الزيارة خضوعنا لتكوين مهني للتعرف أكثر عن إصدارها الجديد. وبما أنني كنت السيدة الوحيدة وسط عدد لا يستهان به من الرجال، وبمجرد انتهاء التكوين تمت دعوتنا لورشات تطبيقية، تفاجأت بأحد الحرفيين يقول المثل الفرنسي المعروف “الأسبقية للنساء”، وهو ما كان حيث توجهت لمكان التطبيق وأمسكت بكل حرفية بالأداة، وطيلة اشتغالي كان ينتظر هفوتي أو سقوطي في الخطأ، وهو الذي لم يتحقق له (تضحك) فسمعته يقول لبقية الحاضرين “شفتو الشدة ديال لموس كيف دايرا” في إشارة منه للحرفية والدقة التي أمسكت بها الأداة. ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم كانت الحرفية والمهنية شعاري.
هل من السهل عليك كامرأة تسلق السلاليم والتعامل اليومي مع روائح قد تشكل خطورة عليك؟
أعتقد أن الهيئة الجسمانية ساعدتني كثيرا في تحمل مشاق المهنة، بما أنني كنت رياضية وأستاذة للتربية البدنية. صحيح أنني في البداية وجدت صعوبة في التأقلم مع الروائح القوية للصباغة، لكنني اليوم لم أعد أستغني عنها.
ونحن نتحدث عن الصباغة والألوان والديكور أيضا. ما الجديد هذه السنة؟
الجديد هذه السنة هي صباغات مائية تزيتية لها عدة أسماء، ولها أيضا عدة مميزات وتناسب جميع الأذواق منها على شكل أمواج، رمال، سحاب، زخارف منقوشة، وطوابع لزخرفات غير محدودة بألوان متعددة وجميلة تحمل طابعا راقيا. بغض النظر عن الألوان الدارجة هذا الموسم، يبقى الأبيض، الفضي والذهبي الألوان الملكية في عالم الديكور الداخلي.
ماهي النصيحة التي يمكن تقديمها لكل سيدة مترددة لدخول المجال؟
استعدي بكل قوتك، واستعيني بالصبر في خوض تجربة ستكون سببا في نجاحك وتألقك. وأقول لكل مترددة لدخول هذا المجال الوقت تطورت، ووجود المرأة في مختلف الميادين أصبح مقبولا، تكفيك الإرادة والعزيمة.