استطاعت حليمة موريد في فترة زمنية وجيزة أن تحقق شعبية كبيرة في عالم الطبخ .. كما لقيت وصفاتها إقبالا مهما تعدى حدود المغرب.. انتزاعها للقب ماستر شاف زادها إصرارا على النجاح في مسيرتها، فأصدرت سلسلة من كتب الطبخ اعتبرتها هدية لجمهورها الذي دعمها خلال أطوار البرنامج.. مجلة لالة فاطمة التقت أم سندس وأسيل، فكان لنا معها الحوار التالي..
هل توافقين على مقولة إن أحسن طباخ في العالم هو رجل؟
لا أوافق البتة على هذه المقولة، لأن الطبخ هي مهنة نسائية بامتياز، لكن الرجل استطاع أن يشتهر فيها بشكل أكثر، وذلك راجع إلى الظروف الاجتماعية التي تمنحه الفرصة ليرتقي في مهنته بشكل أكبر، مقارنة مع المرأة التي تجد نفسها مسؤولة عن عائلتها وعن الرجل نفسه، وهو ما يجعلها تضحي بحياتها المهنية وتضيع على نفسها فرصا حقيقية من أجل أسرتها، وهو ما ينعكس طبعا على تطورها مهنيا.
ماذا أضاف لك الفوز بلقب “ماستر شيف المغرب”؟
أول وأكبر فوز لي كان محبة الناس، التي بدأت ألمسها في تصرفاتهم معي في الشارع، وهو كنز لا يعرف قيمته إلا من سبق أن جربه.
هل حقق لك اللقب طموحاتك المهنية؟
الفوز باللقب كان بالنسبة لي ضرورة ملحة إرضاء لابنتي الكبرى، التي كانت مؤمنة بأن طبخي لا يعلى عليه. لما حصلت على الرتبة الثانية في مسابقة للطبخ بإسبانيا شعرت بأنني خذلتها، لذلك كنت مصرة على الفوز من أجل ابنتي أكثر مما هو لنفسي، لذلك اغتنمت فرصة ماستر شاف لأعيد لابنتي ثقتها في موهبتي مرة أخرى..
هناك من المتسابقات من اعتبرت نفسها أحق منك باللقب، ما تعليقك على ذلك؟
بشكل مباشر لم توجه لي أي ملاحظة في الموضوع، إلا إذا كان يتم الحديث عن ذلك في الكواليس. اللجنة القيمة على البرنامج بالإضافة إلى الجمهور من لديهم الحق في اختيار الأفضل والأحق باللقب، وأظن أن كليهما قالا كلمتهما الأخيرة وصوتا على الأحق بالفوز به.
هل مشاكلك المادية سابقا كانت الحافز وراء إصرارك على النجاح؟
حتى لو لم أكن أعاني من أزمة مادية حينها، كنت لأشارك في البرنامج، على اعتبار أنني أمتلك موهبة فن الطبخ، ولدي رغبة كبيرة لتطويرها ومشاركتها مع الجمهور. لا يمكن أن أنكر بأن البرنامج حقق لي أرباحا مادية ، لكن لم يكن هدفي الأول الربح المادي، بل الإشباع الروحي لمهنة أعشقها.
هل من الممكن أن تقدم يوما حليمة برنامجا لمواهب الطبخ؟
بحكم كوني خريجة برنامج للمواهب سأكون جد سعيدة لوتمكنت من تقديم فرصة لأناس آخرين لإبراز موهبتهم. أتمنى طبعا أن أحظى بفرصة للتواصل مع الجمهور المغربي في برنامج أستطيع من خلاله تقديم المساعدة لمواهب الطبخ.
من هو الطباخ الذي تعتبرينه قدوة لك؟
هناك العديد من الطباخين الذين أكن لهم احتراما كبيرا بسبب موهبتهم في عالم الطبخ، ابتداء من المرحوم بركاش وصولا إلى الشاف مريم طاهري ، لأنهم تركوا بصمة قوية في الطبخ المغربي. هناك أيضا حلواني عالمي إسباني أقدره وأحترمه، وهو باكو توريبلانكا Paco Torreblanca رئيس لجنة برنامج للحلويات الذي شاركت فيه بإسبانيا.
ما السر وراء نجاح أطباقك؟
ربما لأنني أقدم أطباقا بكل حب، لأن كل ما يقدم من القلب يصل إلى القلب بشكل بسيط وسريع.
هل التكلفة البسيطة لوصفاتك كانت وراء شهرتك السريعة؟
المرأة المغربية هي امرأة مدبرة بامتياز، تستطيع من أبسط الأشياء الموجودة في مطبخها أن تصنع طبقا لذيذا يلقى استحسان عائلتها، لذلك أنا أحرص على أن أضع في حسباني تكاليف أي وصفة أقدمها لجمهوري، وصفة تكون بمقدور أي امرأة مهما كان مستواها الاجتماعي أن تحضرها لأسرتها دون أن تكلفها أكثر من قدرتها المادية.
قدمت لك مجموعة من العروض الإعلانية، ما سبب موافقتك على كوسومار؟
السبب هو أن جميع الأسر ترعرعت مع وجود سكر النمر في بيوتها. تعودنا عليه ولا نستطيع الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال وفي مختلف المناسبات العائلية، لأنه يشكل رمزا من رموز أصالتنا وتقاليدنا العريقة لأنني أعشق جميع الأطباق المسكرة فأنا لا أستطيع الاستغناء عن هذه المادة في مطبخي، مثلي مثل باقي النساء المغربيات لوجود علاقة روحية بيننا وبين السكر، لذلك عندما عرض علي أن أكون وجها إعلانيا لعلامة «النمر» لشركة كوسومار وافقت على الفور بدون أدنى تردد لأنه يمثل شخصيتي بكل بساطة. باختصار أنا امرأة معاصرة لكنني متشبثة جدا بالأصالة المغربية.
هل كان لزوجك دور في نجاحك المهني؟
بالتأكيد كان له دور كبير جدا في نجاحي. كان خير سند لي من أجل المضي قدما في تحقيق موهبتي، إنه نعم الزوج ونحن نعتبر أصدقاء قبل أن نكون زوجين ..الله إيخليه ليا.
هل زواجك كان عن حب أو زواجا تقليديا؟
كان زواجا تقليديا جدا، شقيقته كانت تسكن بجوارنا، وهو كان حينها مقيما بالديار الإسبانية. شقيقة زوجي هي من كان لها الفضل في زواجنا الذي كان تقليديا في البداية، فتحول إلى حب بعد الزواج، خصوصا وأن زوجي رجل يحترم المرأة ويقدر مجهودها في الحياة، يساعدني داخل البيت بالرغم من أن عمله يأخذ منه وقتا ومجهودا أكبر، إلا أنه لا يبخل علي بتقديم يد العون في أمور حياتنا اليومية.