تقبل المرأة على الزواج وهي تأمل في تغيير طباع زوجها، فهل تنجح فعلا في تبديل سلوكه نحو الأفضل؟ وماذا يمكنها أن تفعل؟ تواجهه أم تقومه، أم تنتظر أن تغيره الأيام؟. في هذا التحقيق تقدم “لالة فاطمة” حالات نساء تزوجن الرجل غير المناسب، ونجحن في تحويل سيرته السيئة إلى سيرة صالحة.
كلنا بشر وطباعنا لم تخلق معنا، بل اكتسبناها، فمن الطبيعي أن تستطيع المرأة التأثير على زوجها إذا كانت الإرادة والمثابرة موجودة. هكذا بدأت أمل بنمنصور كلامها معنا، ثم تضيف فالرجل من وجهة نظري يقبل التغير ولكن بخطوات بطيئة غير ملحوظة، فهو في معظم الأوقات يكون مقتنعا بالتغيير، لكن إذا تغير كثيرا في وقت قصير بعد الزواج فإن من حوله سيجدون هذا التغيير عبارة عن خضوعه لسلطة الزوجة عليه، ويصبح في نظرهم كما يقال “بحال خاتم في إيد مراتو”. لذلك يقوم برفض ذلك التغيير، والمرأة الذكية هي من تعرف وتقدر متى تنصح ومتى تتوقف عن ذلك، فاختيار الوقت المناسب والموقف المناسب له الدور الفعال في ذلك.
الولد على ما ربتيه والرجل على ما عودته
أما رحمة، متزوجة منذما يقارب 15 عاما وتذكر أنها غيرت الكثير من طباع زوجها،موضحة أن وصولها إلى تحقيق ذلك لم يكن أمرا سهلا، تقول عانيت الأمرين في بداية حياتي الزوجية، كان زوجي شديد الغضب، حاد الطباع، يملي الأوامر دائما. وكان من الصعب جدا التأثير عليه وتغيير تلك الطباع المتوارثة في عائلته، حاولت في البداية استخدام جميع الأسلحة التي تملكها معظم النساء كالتذمر والبكاء والصراخ، لكن تلك المحاولات اليائسة كافة باءت بالفشل. أما اليوم ولله الحمد، فأعتقد أنني استطعت أن أغير طباع زوجي وسلوكه نحو الأفضل بحكمة مصحوبة ببعض التنازلات والتضحيات، كما يقول المثل المغربي “الولد على ما ربيته والرجل على ما عودته”.
الرابح من المرأة والخاسر منها
“الان صدقني الجميع، لقد حولت أحمد إلى شخص اخر، أثبت لنفسي ولهم جميعا أن فطرة الإنسان الطيبة ستغلب على الشر وينتصر الخير. لم يكن أحمد هو الاختيار الأمثل حينما تزوجته، ولكنه الام أصبح أفضل إنسان في الدنيا”. بهذه الكلمات بدأت حليمة حديثها، كانت في غاية السعادة وهي تتحدث عن زوجها، مؤكدة أنها حاربت كثيرا حتى تثبت للناس أن اختيارها صحيح. تقول لقد كان أحمد شخصا مدمنا له باع طويل في تعاطي الحشيش والكحول، لكنه كان له قلب طفل، فقد أحبني وحاول فرض نفسه علي، لكن سمعته السيئة جعلتني أخشاه في البداية وأصده بهدوء، ورغم كل تلك المخاوف التي كانت تنتابني كنت أشعر ببعض الإعجاب بشخصيته، وأرى فيه طيبة القلب وبعض الشهامة التي تغطيها قسوة زائفة. تقدم لأسرتي وطلب أن يتزوجني لكنهم رفضوا بسبب سوء سمعته، لكني وافقت على الزواج منه وأخبرت أهلي أني سأحوله إلى إنسان جديد. تضيف مضت شهور قبل أن يبتعد حميد تماما عن المخدرات لكني كنت مؤمنة بالمثل القائل ” الرابح من المرأة والخاسر من المرأة”، واليوم أصبح شخصا لا يهزمه المجون وتحول من شاب طائش إلى زوج مثالي. فالحب كان أقوى سلاح استخدمته حليمة، وهي تشعر الان بأنها رغم اختيارها الرجل الخطأ في البداية نجحت في تغييره.