أصدرت محكمة في ولاية فيرجينيا الغربية أحكامًا بالسجن لعدة عقود بحق زوجين أبيضين. جين كاي وايتفيذر (63 عامًا) ودونالد لانتز (62 عامًا) . جريمتهم؟ تبني أطفال و تحويل حياتهم لجحيم لا يطاق عبر استعبادهم داخل منزلهم الريفي .
الكوابيس التي عاشها الأطفال
عندما تبنّى الزوجان خمسة أطفال من أصول إفريقية في عام 2018 كان يفترض أن يمنحوهم حياة كريمة. لكن بدلاً من ذلك، وجدوا أنفسهم في جحيم لا يطاق. كانوا يجبرون على العمل في المزرعة بلا رحمة، يعاملون بعنصرية، يحبسون في حظيرة قذرة، وينامون على الأرض دون أغطية، بينما كانت الأوامر تفرض عليهم بالقوة والضرب.

في أكتوبر 2023، كشف بلاغ من أحد الجيران عن حقيقة هذا الجحيم. عندما وصلت الشرطة إلى منزل الزوجين، عثرت على طفلين محتجزين داخل سقيفة مغلقة بالأقفال، دون مياه أو مراحيض، يرتديان ملابس متسخة وآثار الجوع بادية عليهما. كانت هذه مجرد البداية لكشف سلسلة من الانتهاكات المرعبة.


محاكمة العدالة: العقاب الذي طال انتظاره
خلال المحاكمة، سردت الابنة الكبرى، التي بلغت الثامنة عشرة، تفاصيل مروعة عمّا عاشته هي وأشقاؤها. قالت إنهم أجبروا على الوقوف لساعات طويلة رافعين أيديهم فوق رؤوسهم، وان من لم ينفذ الأوامر كان يعاقب بعنف شديد ! كما تم إجبارهم على تناول الطعام الفاسد والعيش في ظروف أقل ما يقال عنها غير إنسانية .
الحكم كان صارمًا، لكنه عادل
تمت إدانة المتهمان بجرائم الاتجار بالبشر، العمل القسري، انتهاك الحقوق المدنية، وإساءة معاملة و بالتالي حكم عليهما
- دونالد لانتز حكم عليه بـ 160 عامًا خلف القضبان.
- جين وايتفيذر، التي وُجهت لها تهم إضافية بانتهاك الحقوق المدنية، تلقت حكمًا أقسى بالسجن 215 عامًا.
خلال جلسة النطق بالحكم، واجهتهما القاضية ماريكلير آكيرز بكلمات صادمة:
“لقد جلبتم هؤلاء الأطفال إلى فيرجينيا الغربية، المكان الذي يعرف بـ‘الجنة على الأرض’، لكنكم حولتموه إلى جحيم لهم. واليوم، هذا القضاء سيضعكم في جحيمكم الخاص.”
تقرؤون أيضا : تيد باندي: قصة التجسيد الحقيقي للشر الخالص ” صور”
جرائم من الظلام: من يحمي الأطفال؟
ما حدث لهؤلاء الأطفال ليس مجرد حادثة معزولة، بل ناقوس خطر يدق ليذكّرنا بوجود جرائم بشعة خلف الأبواب المغلقة، حيث تستغل براءة الأطفال بلا رحمة. رغم العقوبات المشددة، يظل السؤال الأهم: كيف أمكن لهذين الوحشين إساءة معاملة هؤلاء الأطفال طوال هذه السنوات؟
