..
يقول مهدي علوي الأمراني ، الإخصائي النفسي والمعالج الأسري ،لا نستطيع أن ننكر أهمية العطلة و ضرورة أخذ قسط من الراحة و الترفيه بصفة دورية على قدر المستطاع، بهدف تجديد الطاقات و شحذ الهمم للمضي قدما في رحلة الحياة المليئة بالأهداف و التحديات و خصوصا في عصرنا الحالي حيث كثرت الضغوط و الاٍكراهات على عدة مستويات و ما عاشه الجميع في الشهور الماضية فاق كل الضغوط بحكم كونه شمل عددا كبيرا من سكان المعمور.
سياحة داخلية
و ما من شك يضيف الأمراني ،أن الانفتاح الذي يشهده بلدنا ساهم في التسريع من وثيرة وعي المغاربة بثقافة العطلة و توجههم نحو الاستفادة من منافعها و حتى اهتمام الدولة بالسياحة الداخلية عن طريق برامج سياحية مناسبة ساهم في هذا الأمر فأصبح المغربي يستطيع أن يخطط مسبقا لعطلته من حيث الوجهة و المدة و الميزانية المخصصة و هذه السنة بالذات سيكون الارتكاز على السياحة الداخلية أكثر بحكم الانخفاض المهول الذي من المنتظر أن تشهده السياحة الخارجية بحكم الظروف الدولية الحالية.
و تبقى مسألة الإمكانيات المادية عاملا رئيسيا في تحديد كيفية قضاء العطلة، خاصة في السنوات الأخيرة التي تشهد تسلسلا لمصاريف مكلفة تثقل كاهل الأسرة المغربية بداية بشهر رمضان المعظم و مرورا بالعطلة الصيفية و انتهاء بعيد الأضحى المبارك وبالدخول المدرسي ، و خصوصية هذه السنة هي فقدان عدد كبير من الأسر لمصدر قوتهم اليومي واقتصار همهم على التغلب على المصاريف الأساسية و الضرورية قبل التفكير في نفقات أخرى ثانوية.
تخطيط قبلي
و هنا تكمن أهمية التخطيط القبلي، و طويل المدى يسترسل الأخصائي النفسي والمعالج الأسري، حيث يمكن الشخص من برمجة مصاريفه،، آخذا بعين الاعتبار مختلف المناسبات المقبلة مع إمكانية الادخار و لو مبلغا بسيطا إبان الشهور التي تخلو من المصاريف الكثيرة و إن كان هذا الأمر ليس بالسهل تطبيقه في ظل مدخول محدود و تبعات مالية عديدة و في ظل الظروف الحاليةهذه السنة بالذات.
دون أن أنسى،يزيد مهدي علوي ، التأكيد على كون الاستمتاع بالعطلة لا يرتبط فقط بالمكان و الميزانية المخصصة لها و لكنه رهين أكثر بالعقلية و الحالة النفسية و المزاجية لكل أفراد الأسرة بمعنى أنه يمكننا قضاء عطلة ممتعة و مفيدة بأقل تكلفة بشرط التحلي بمزاج جيد في جو يسوده التفاهم و السرور مع الكثير من الفكاهة و المرح و كل ذلك لا يتأتى إلا في ظل علاقة زوجية متينة و تفاعل أسري متوازن بين جميع مكونات الأسرة
و لا بأس من أن يكون القرار بشأن مكان قضاء العطلة منبثقا من تفاعل تشاوري بين كل أفرادها بتحديد عدة احتمالات ممكنة و التوافق على أحدها مما يزيد من جودة التواصل الأسري و يعزز الروابط كما يعلم الأبناء قيما و خصالا راقية في التعامل مع الآخر سيكون لها الأثر الايجابي على علاقتهم بأنفسهم أولا و بمحيطهم الخارجي ثانيا .
العطلة وتجاوز التوتر الأسري
تعتبر العطلة يقول الأستاذ مهدي ،مناسبة مواتية لتمتين العلاقة الأسرية و العمل بصفة مباشرة أو غير مباشرة على تجاوز بعض التوترات الحاصلة و المؤثرة سلبا على الصلات الأسرية فالمزاج الحسن و النفسية المرتاحة يكون لهما بالغ الأثر في هذا الأمر الى جانب إمكانية حصد الاتفاقات و التخطيط للمستقبل الأسري على المدى المتوسط و البعيد.
و لا يستحب،يضيف أن تمر العطلة بالنسبة للأطفال و المراهقين دون مزج الترفيه و المرح بتعلم مهارات جديدة في مجالات مختلفة و من الممكن أن تستغل أيضا في محاولة التغلب على بعض الصعوبات الموجودة في المجال المدرسي لكن في حدود معقولة و بما لا يساهم في خلق نوع من النفور المحتمل لكل ما يتعلق بالمدرسة.