حصلت عائلة رانيا العلايد أخيرًا على الإجابة التي انتظرتها طويلًا: أين جثمان ابنتهم؟ بعد أكثر من عقد من الغموض والألم، أعلنت شرطة مانشستر الكبرى يوم الأربعاء 26 فبراير عن اكتشاف رفات مدفونة بالقرب من طريق A19 في ثيرسك، يعتقد أنها تعود لرانيا، الضحية التي قُتلت بوحشية على يد زوجها عام 2013.
جريمة مروعة هزت الرأي العام
كانت رانيا العلايد، الأم لثلاثة أطفال، تبلغ من العمر 25 عامًا عندما اختفت فجأة بعد انتقالها إلى مانشستر من نورثون في تيزايد. في يونيو 2014، أدانت المحكمة زوجها أحمد الخطيب بقتلها بعد أن ثبت أنه استدرجها إلى شقة في سالفورد، حيث أقدم على جريمته المخطط لها مسبقًا. صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد مع حد أدنى 20 عامًا، لكن اللغز الأكبر ظل دون إجابة: أين جثمان رانيا؟
سنوات من البحث والتساؤلات
منذ الحكم على القاتل، لم تتوقف الشرطة عن البحث عن جثة رانيا، في محاولة لمنح أسرتها بعض السلام. في عام 2014، اعترف شقيقه مهند الخطيب بمساعدته في إخفاء الجثمان، فحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بينما أدين شقيقهما الآخر، حسين الخطيب، بتهمة عرقلة سير العدالة وحكم عليه بالسجن أربع سنوات.
على مدار السنوات، قادت عدة معلومات المحققين إلى مواقع مختلفة، لكن عمليات البحث لم تسفر عن أي نتائج. مؤخرًا، قادت معلومات جديدة الشرطة إلى طريق A19. حيث تم العثور على الرفات المدفونة هناك، ليُبعث الأمل في إنهاء مأساة استمرت لأكثر من عقد.
تقرؤون أيضا : العثور على نجم هوليوود جين هاكمان وزوجته ميتين في منزلهما يثير التساؤلات
“أخيرًا.. يمكننا وضع الزهور على قبرها”
بعد الإعلان عن هذا الاكتشاف، عبّر يزن، ابن رانيا، عن مشاعره قائلًا:
“العثور على رفات والدتي بعد أكثر من 10 سنوات كان أمرًا لا يصدق. طوال هذه السنوات، لم نطلب سوى شيء واحد: أن نحظى بمكان يمكننا زيارته، أن نضع بعض الزهور على قبرها. اليوم، أخيرًا، أصبح هذا ممكنًا.”
“العدالة وحدها لم تكن كافية”
المحقق نيل هيغينسون من فريق الحوادث الكبرى بشرطة مانشستر، علّق على هذه التطورات قائلًا:
“كانت جريمة قتل رانيا مروعة، لكن الأسوأ كان الألم الذي عانته عائلتها على مدار سنوات، دون أن يعرفوا مكان دفنها. اليوم، نعتقد أننا تمكنا أخيرًا من منحهم بعض الطمأنينة.”
وأضاف: “نأمل أن تتمكن عائلتها أخيرًا من وداعها بكرامة، بعد سنوات من الانتظار والمعاناة.”
نهاية حزينة.. لكنها تجلب بعض السلام
العثور على رفات رانيا لا يعيدها للحياة، لكنه ينهي فصلًا طويلًا من الألم والتساؤلات. لأول مرة منذ 12 عامًا، لم يعد السؤال “أين رانيا؟” بلا إجابة. الآن، يمكن لعائلتها أن تبدأ حدادها الحقيقي، وأن تمنحها الراحة التي حرمت منها لسنوات طويلة.
ورغم أن الجرح لن يشفى بالكامل، إلا أن هذا الاكتشاف قد يكون الخطوة الأولى نحو إغلاقه، بعد سنوات من الحزن والانتظار.