في سرية تامة، اختارت مارين بتاريخ 9 نونبر 2021 أن تعتنق الإسلام، تحديدا بمدينة المحمدية، واختارت اسم مريم، رغم خطوتها الكبيرة، إلا أنها اختارت التزام الصمت واحتفظت بالسر لنفسها لمدة سنة كاملة، خوفا من ردود فعل عائلتها غير المسلمة وأصدقائها وصديقاتها، ومختلف الأفراد المحيطين بها، قبل أن تقرر مشاركة خبر اعتناقها الإسلام مع عائلتها ومع وسائل الإعلام في نفس اليوم بتاريخ 2 نونبر 2022.
لطالما أحست مارين بوجود الله واستشعرت قوته وعظمته في حياتها اليومية وأدق التفاصيل الصغيرة المحيطة بها، وبعد معاناة نفسية عميقة، ووجدت راحتها في الصلاة التي أضحت ضرورة حيوية بالنسبة لها، حيث ابتكرت بنفسها وثائق من أجل حفظ سور القرآن الكريم بشكل عصامي رغم ضعف لغتها العربية، وتعلمت خلال يومين فقط الطريقة الصحيحة للصلاة، وهو ما اعتبرته علامة من الله بإرشادها إلى الطريق الصحيح، فيما تزامن ذهابها إلى مكة المكرمة مع مرور سنة على اعتناقها الإسلام ونطقها بالشهادتين لأول مرة بمدينة المحمدية.
على امتداد سنة كاملة قبل مشاركة خبر دخولها الإسلام، اضطرت مارين إلى مواجهة عدد من المواقف غير مريحة في حياتها اليومية مثل الاختباء للصلاة بأماكن التصوير أو داخل نفس المنزل مع عائلتها غير المسلمة، لكن، اليوم القصة مختلفة تماما، بعدما قررت إنهاء برامج تلفزيون الواقع وتكريس نفسها بالكامل لتحقيق مشاريعها الشخصية والمهنية، مع العمل على مشاركة محتوى مختلف وجديد على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحظى بمتابعة مئات الآلاف من الأشخاص من مخلتف أنحاء العالم.
وقالت مارين في هذا الصدد:”أرغب في مشاركة حياتي الحقيقية في الأماكن العمومية، اليوم لم أعد مضطرة للكذب حول ديانتي. لا أخفيكن أنني كنت خائفة جدا في البداية، لكني اليوم، الحمد لله، أحظى بدعم كبير جدا، ومنه أستمد قوتي اليومية”.
بشكل يومي، تُحس مارين بدعم المتابعين والمتابعات الذين يعبرون لها في كل فرصة عن حبهم ويتقاسمون معها الكثير من النصائح والمعلومات، وتعبرهم اليوم عائلتها الثانية، فمنذ اعتناقها الإسلام أحس المقربون منها بتغير حقيقي في سلوكها اليومي، حيث أضحت امرأة حرة، فخورة، غير مهتمة بالماديات، وكل ما يهمها هو رضى الله.
بعد اعتناقها الإسلام.. أحست برغبة شديدة في الاقتراب من أصولها
مارين هي فرنسية-مغربية-مصرية، وبمجرد اعتناقها الإسلام أحست برغبة شديدة في العودة إلى أصولها وانتابها الفخر بكونها مغربية، خاصة بعد حصولها على الجنسية، وهي المناسبة التي احتفلت بها على الطريقة المغربية.
وقالت في هذا الصدد، “ما عشته خلال هذه الأشهر القليلة الماضية لم يكن سهلا نهائيا. تخلى عني والدي عندما كان عمري سنتين فقط، كان من المستحيل تقريبا أن أحصل على الدفتر العائلي ومختلف الوثائق التي يتوفر عليها والدي”.
واجهت مارين جروح الماضي، واليوم هي فخورة جدا بجنسيتها المغربية، وتشكر المغرب الذي اعترف بها كمواطنة مغربية مسلمة.
اكتشفت مارين حبها للموضة والخياطة، واعتبرت الأمر علامة من الله، واختارت إطلاق علامتها الخاصة بصنع العباءات، وتقديم لباس يمزج ما بين الاحتشام والأناقة، وأطلقت عليها اسم «مريم» تكريما لاسمها المسلم، حيث تتجاوز أن تكون مجرد علامة للملابس الجاهزة، ولكن تُكرم من خلال كل قطعة هويتها وقصتها، قصة نكران الذات، تختلط فيها الجذور بالقناعات.