دخلت أدوية المساعدة الطبية على الإنجاب، أخيرا، قائمة العلاجات التي يتم التعويض عنها، بعد معركة دامت سنوات طويلة من أجل الاعتراف بضعف الخصوبة كمرض.
بشرى زفها البروفيسور عمر الصفريوي، رئيس الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين، للأزواج الذين يعانون ضعف الخصوبة، خلال ندوة صحافيةً نظمت يوم الخميس بالدار البيضاء، ترأسها البروفيسور الصفريوي، بحضور سعيد لزرق، رئيس جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد بالقطاع الخاص ونائب رئيس الجمعية الملكية المغربية لأمراض النساء والتوليد، والدكتور نور الدين اللونجلي، ممثل الأطباء البيولوجيين المتخصصين في المساعدة الطبية على الإنجاب.
وتم التأكيد خلال الندوة، على أن نسبة التعويض الخاصة بأدوية ضعف الخصوبة، وصلت إلى 40 في المائة، وهي النسبة التي اعتبرها المتخصصون مهمة جدا في مرحلة أولى، مشيرين إلى أن المعركة ما زالت طويلة من أجل تأمين كافة العلاجات المتعلقة بالمرض من تحاليل وعمليات تلقيح وبروتوكولات طبية أخرى.
وحسب دراسة أنجزتها الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين، فإن 11.8 في المائة من الأزواج المغاربة يعانون من ضعف الخصوبة، أي أكثر من 850 ألف زوج. وهي إحصائيات تكاد تبلغ المعدل العالمي لانعدام الخصوبة، مما يعني أن نسبة الأزواج الذين يعانون هذا المرض في المغرب في ارتفاع مستمر، ويمكنها أن تصل إلى 30 في المائة ببعض المناطق.
وكان الهدف من تنظيم الندوة هو تنوير الرأي العام بخصوص قرار إدماج عدد من أدوية ضعف الخصوبة ضمن لائحة الأدوية التي يمكن تعويضها في إطار نظام التأمين الإجباري عن المرض، وهو القرار الذي صدر أخيرا في الجريدة الرسمية عدد 6946.
واعتبر البروفيسور عمر الصفريوي، رئيس الجمعية المغربية لطب الخصوبة، أن صدور هذا القرار المهم، هو مرحلة أولى وبداية انتصار في معركة طويلة خاضتها الجمعية وعدد من المهنيين والهيآت المعنية، من أجل تسهيل الولوج إلى العلاجات على الأزواج المصابين بالعقم، علما أن القدرة الشرائية ومستوى العيش في المغرب، يحول بين العديد منهم وبين تكاليف الأدوية والعلاج مرتفعة الثمن.
وشدد الصفريوي، على أن الجمعية المغربية لطب الخصوبة، ما زالت تضع ضمن أجندتها الاستمرار في النضال من أجل الولوج إلى جميع أنواع التعويضات، سواء الطبية أو الجراحية، إضافة إلى مواصلة التكوين الطبي في المجال، رغم حساسية الظرفية الحالية، المتعلقة بانتشار فيروس “كوفيد 19”.
وأوضح الصفريوي، أن الجمعية، ورغم ظروف الجائحة، استمرت، من خلال منصتها الافتراضية، في تنظيم العديد من الدورات التكوينية الخاصة بالتخصيب والفحص بالصدى وعلاج العقم، مشيرا إلى أن هذا المجال عانى كثيرا بسبب الوباء، إذ وصل الأمر ببعض المراكز المتخصصة إلى الإفلاس التام، والإغلاق، في حين سجل آخرون خسارات كبيرة، علما أن حجم الاستثمار مهم جدا مقابل الأرباح، دون الحديث طبعا عن التأخير الذي عاناه العديد من الأزواج من أجل بدء العلاج والوقت الذي ضاع من حياتهم بسبب ظروف الوباء.