الدكتور عبد الجبار شكري متخصص في علم النفس وعلم الاجتماع
الهجر الزوجي مولود داخل الأسر المغربية، وهو بديل للطلاق حفاظا على استمرارية جمع شمل الأسرة، وبصفة عامة فهو يحمل في ذاته قصدية لإيذاء الشريك، والإضرار به في حقوقه الزوجية المشروعة، وهو عدوانية سادية تمارس على الشريك بحيث تتضمن كل أشكال الإقصاء والتهنيش والإهانة.
وتكون نسبته مرتفعة عند الأزواج أكثر من الزوجات، بحكم سيادة العقلية الذكورية في المجتمع المغربي، التي تعتبر المرأة كائنا من الدرجة الثانية بعد الرجل.
وترجع أسبابه إلى مجموعة من العوامل منها: ضعف الجاذبية الجنسية بين الزوجين، والتي تكون موجودة أصلا منذ بداية الزواج، حيث تكون أولويات ومقاييس اختيار الشريك قائمة على مقاييس غير مقاييس الجمال والجاذبية الجنسية، فمع العشرة الطويلة يصبح النفور والعزوف الجنسي قائما بين الزوجين، مما يؤدي في النهاية إلى الهجر الجنسي، وقد يرجع كذلك إلى إهمال الشريك للإستيطيقا الجنسانية للجسد، فينشأ الممل والنفور ثم الهجر الجنسي.
وهناك سبب آخر هو عدم التوافق بين الشريكين في الطبع والمزاج والذوق، أو إلى وجود الصراعات المتكررة بينهما والناتجة عن عدم تفاهمهما في تسيير شؤون البيت وتربية الأبناء، وسوء التعامل مع المؤثرات الخارجية الآتية من العالم الخارجي.
أما الانعكاسات الاجتماعية السلبية للهجر الزوجي، فتتجلى في كون الهجر الزوجي يؤدي بالشريك المهجور إلى السقوط في الخيانة الزوجية في أي لحظة أشعره الآخر الأجنبي بقيمته ومغازلة أناه النرجسي وإلى وقوع تفكك في العلاقات الأسرية وفي قنوات التواصل مما يعطي فرصة لتعدد حالات الاتحراف والطلاقالذي لا يهدد الأسرة بقدر ما يهدد المجتمع ككل.