يؤكد الدكتور رابح نجاري طبيب نفساني أن النشاط الجنسي سلوك فطري ورغبة توجد في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان، مثلها مثل باقي الرغبات العادية التي يمارسها مثل الأكل والنوم وغيرها…هذا النشاط يتبلور على شكل عملية تواصلية بين الرجل والمرأة، وهذه العملية غالبا ما تصاحبها انفعالات نفسية وعصبية وحالات من الفرح والنشوة، قد لا تتلاءم مع بعض الحالات الصحية للأشخاص الذين يعانون سمنة مفرطة، وكما هو معلوم فالعلاقة الجنسية تتطلب مجهودا جسديا و عضليا وفكريا وحسيا وعاطفيا يبذله الشخص، هذا الجهد قد يؤثر بصورة مباشرة على شرايين الدماغ و الاوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يتعرض الشخص البدين إلى أزمة قلبية في حالة الإجهاد الجنسي .
ولا ننسى أن عامل البدانة قد يكون له انعكاس سلبي على صحة الشخص، بحيث يوجد ارتباط وثيق بين السمنة والإصابة بعدد كبير من الأمراض المزمنة التي تصيب الرجل والمرأة على حد سواء، من بينها مرض السكري وأمراض في الأوعية الدموية المتصلة بالقلب أو الشرايين أو ارتفاع الضغط، إلى جانب انخفاض معدل الهرمون الذكري التيستوستيرون بالنسبة للزوج، بسبب تكون طبقات ذهنية في أوعية الدم وفي القضيب الذكري، ما يعيق عملية الانتصاب.
أما بالنسبة للزوجة المدينة فغالبا ما تفقد الإحساس بجمالها ورشاقتها، ما يولد لديها اضطرابات نفسية من شك وقلق وغيرة وانعدام الثقة في نفسها، لدرجة انها تصبح حبيسة اعتقاد آنها امرأة غير مثيرة في نظر زوجها، والأخطر أن منهن من بلجان الى ضغوطات الحمية بشكل عشوائي دون استشارة الطبيب المتخصص، ما ينتج عن ذلك وجود مشاكل صحية خطيرة تفقدها توازنها ولتتحول الى انسانة مثقلة بالعقد النفسية وارهاصات صحية وبالتالي تدخل في دائرة من القلق والاكتئاب، تؤثر على علاقاتها الزوجية وحتى على غرائزها الفطرية ونشاطها الجنسي .
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة الجنسية بين الزوجين نتيجة تفاعل وتواصل هرموني عصبي مرتبط بجميع حواس الإنسان فالصورة بصرية مرتبطة بالعين التي لها علاقة بالدماغ والقلب، وبالتالي يمكن أن تتحقق ارشية دهنية نفسية دون حدوث احتكاك جسدي، وبالتالي الزوج أو الزوجة المصابة بسمنة مفرطة غاليا ما تفتقد إلى هذا التفاعل الروحي.