يقول الصديق الصادقي العماري أستاذ باحث في علم الاجتماع، أن الفتاة منذ رشدها و نضجها تحلم بفارس أحلامها، هذا الفارس ترسمه في مخيلتها وفق مجموعة من الشروط و الامتيازات، و كلما كبرت في السن ونضجت أكثر يكبر معها حلم الزواج بالزوج الذي يحبها و يمتلك من القوة البدنية و النفسية بما يمكنه من صيانتها و حمايتها.
ويضيف، فالرجل المعاق بالنسبة لها شخص ناقص شكلا لأنه يفتقد إلى أحد مكونات القوة إما السمع أو البصر أو أحد أجزاء جسمه….، و مضمونا لأنه في نظر الجميع امرأة الشخص العاجز، أيضا تكون دائما محرجة به أمام أهلها و زميلاتها و أخوتها، وهو الأمر الذي يجعل علاقتهما مهددة بالفشل من دون شك لان المرأة تريد دائما أن تتباهى بزوجها أمام الجميع.
لكن أحيانا قد تتغير نظرتها لظاهرة الزواج حسب الظروف المحيطة بها و مهما كانت قناعتها وخاصة إذا تجاوزت سن الزواج حسب معايير الوسط الاجتماعي والأسري الذي تعيش فيه، فإما أن تخضع للقيود والضوابط والطقوس، وإما أن تنتظر مصيرها المجهول لبلوغ فرصتها التي تتمناها.
ومن جهة أخرى يقول، فأحيانا تكون الفتاة مضطرة للزواج برجل معاق معتقدة أنها فقدت جميع الفرص وهذه هي الفرصة الأخيرة التي يمكن استغلالها مهما كانت النتائج بدافع أن تخوض غمار الحياة الزوجية مثل زميلاتها و تنجب أولادا و تكون أسرة، و بالرغم من عدم قبول أهلها تتحدى الوضع و تخوض هذه التجربة و هي مقتنعة أنها ستواجه الصعاب و المشاكل.
فالرجل المعاق في حاجة ماسة إلى الرعاية و الاهتمام بشكل يومي وباستمرار، قد تقنع المرأة نفسها أنها قادرة على تحمل كل المسؤوليات، خاصة و إذا كان الرجل مقعدا أو ملا للبيت يعني أنه لا يملك عملا مما يدفعها إلى ضرورة الخروج للعمل من أجل توفير قوت أولادها، إضافة إلى تحمل مشاق و متاعب تربيتهم لوحدها، فكيف ستجمع بين الرعاية اليومية بالرجل و توفير القوت اليومي و تربية الأبناء؟ هذا أمر صعب لا محالة ، فتعيش المرأة في صراع داخلي و خارجي، الأول بين راحتها النفسية مع زوجها و أبنائها، و الخارجي مع نظرة المجتمع التي تنظر إليها بالدونية و الانحطاط، بما فيهم أهلها، و أمام أي مشكلة تجد نفسها لوحدها لأن عائلتها تدعوها إلى تحمل المسؤولية لوحدها لأنها هي من اختارت هذا الرجل بالرغم من رفضهم لهذا الزواج.
بفعل ذلك تجد المرأة نفسها أمام مشاكل متتالية و متتابعة فيزداد الضغط عليها من جميع النواحي، وهنا تتعرض لاضطرابات نفسية و عقلية تؤدي بها إلى الرغبة بالموت للخلاص من الوضع و من الحين للأخر تجدها تبكي و تتألم داخليا و تحاول التحدث لتفرج عن فسها مع زميلاتها، حيث تضحك وتبكي من دون سبب، وتتمنى لو أن اللحظات الجميلة لا تنتهي، ويصبح بيتها كالقبر و تتعصب كثيرا مما يؤدي بها إلى أمراض نفسية لذلك علينا آن نكون حذرين أثناء العزم على الزواج لأنه ليس لعبة أو جهاز نود شرائه، بل هو مصير أسرة تعتمد على حسن اختيارنا .