تؤكد الدكتورة أمال شباش أخصائية في الأمراض الجنسية والمشاكل النفسية ان الرغبة في ممارسة الجنس مشروعة لكل امرأة شريكة في علاقة شرعية يحترمها المجتمع ويعترف بها، علاقة لها قانون خاص، وتحكمها عوامل فيسيولوجية واجتماعية ونفسية، فهي تعبير عما ترسخ من التربية والعادات والغرائز، وما تتعلمه المرأة من بيئتها ومجتمعها … كل هذه العناصر قد تساهم في تكوين شخصية سوية أو شخصية مريضة تعاني حالة نفسية ورغبة جنسية مكبوتة كما هو الشأن بالنسبة لمرض النيمفومانيا، وهو حالة مرضية تتحول فيها المرأة إلى مجرد آلة تعشق ممارسة الجنس مع رجل واحد أو أكثر، فملاذها هو إيجاد أي شريك حتى لو كان مجهولا بالنسبة لها، مادامت هذه العلاقة خالية من المشاعر أو العواطف المتبادلة، وكذلك تفتقد الإشباع الجنسي، ولا أي إحساس بالمتعة ..فالمدمنة على الجنس إنسانة تعاني خللا في تركيبة شخصيتها، لعدة اعتبارات منها، حرمانها من العطف والحنان خلال فترة طفولتها، ما سبب لها فراغا عاطفيا، وبالتالي تبحث عن الاهتمام ومزيدا من الحنان من الجنس الآخر…أو ربما قد تكون ضحية لاستغلال أوتحرش جنسي في صغرها أدى إلى ترك بصمات مؤلمة ومجروحة في عقلها ومخيلتها وجسدها …
تجدر الإشارة إلى أنه في مجتمعنا المغربي يوجد مصطلح متداول، وهو امرأة «سخونة»، وهو مصطلح يجب عدم تصنيفه ضمن خانة الإدمان الجنسي، بل يعتبر حالة عادية لزوجة لديها رغبة قوية في ممارسة العلاقة الجنسية مع رجل واحد يكون زوجها، وهذه الرغبة القوية تتحكم فيها هرموناتها وطبيعتها …كما أنها تحصل مع كل علاقة على إشباع جنسي تصل فيه الزوجة إلى ذروتها الطبيعية، وبالتالي هناك فرق جوهري بين المرأة السخونة وبين المرأة المدمنة، التي لا ترتوي وتعيش صراعا داخليا، يتحكم فيها ويسيطر على تصرفاتها، ما يحولها للأسف إلى جرثومة متنقلة حاملة لأمراض جنسية خطيرة من شخص إلى آخر…
وهناك نصيحة نقدمها إلى كل امرأة مدمنة، وهي ضرورة الخضوع لعلاج نفسي، ومن يعلم قد تشفى وتصبح إنسانة عادية، يكفي أن تتوفر لديها الإرادة القوية والرغبة بالشفاء، وبدوره المجتمع يجب أن يتخذ موقفا متعاطفا مع هذه الإنسانة، التي تحتاج إلى الشفقة والرعاية والاهتمام، وكي نتجنب المزيد من الضحايا التي تهش الذئاب الجائعة جسدها وإنسانيتها وأدميتها …