شهدت الساحة الطبية في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالعلاجات التكميلية التي تعزز من جودة حياة المرضى، خاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان. من بين هذه العلاجات، برز “العلاج بالفن” كوسيلة فعّالة لدعم الصحة النفسية والجسدية.
ما هو العلاج بالفن؟
العلاج بالفن هو نهج علاجي يستخدم التعبير الإبداعي، مثل الرسم، الموسيقى، والرقص، كوسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر. يتيح هذا النوع من العلاج للمرضى التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم بطريقة غير لفظية، مما يساعد في تقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية.
الفن ودعم مرضى السرطان
أظهرت دراسات متعددة أن العلاج بالفن يمكن أن يقلل من مستويات القلق والاكتئاب لدى مرضى السرطان، ويحسن من جودة حياتهم. فعلى سبيل المثال، أشارت دراسة نشرت في مجلة BMC Cancer إلى أن جلسات العلاج بالفن ساهمت في تحسين المزاج وتقليل الألم والقلق لدى المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي .
الموسيقى كوسيلة علاجية
الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل تستخدم أيضًا كأداة علاجية فعّالة. أظهرت أبحاث أن العلاج بالموسيقى يمكن أن يساعد في تقليل الألم المزمن وتحسين الحالة النفسية للمرضى. على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في مجلة Pain Management Nursing أن العلاج بالموسيقى ساهم في تقليل الألم والاكتئاب لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة .
الفن كوسيلة للتواصل والتعبير
بالنسبة للعديد من المرضى، يعد الفن وسيلة للتواصل والتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم، خاصة عندما يصعب التعبير عنها بالكلمات. كما يمكن أن يساعد الفن في تعزيز الشعور بالتحكم والتمكين، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية والعاطفية للمرضى.
ختاما يعد العلاج بالفن أداة فعّالة لدعم المرضى نفسيًا وجسديًا، خاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان. من خلال التعبير الإبداعي، يمكن للمرضى تحسين حالتهم النفسية، تقليل التوتر، وتعزيز جودة حياتهم. لذا، ينصح بدمج العلاج بالفن ضمن البرامج العلاجية الشاملة لدعم المرضى في رحلتهم نحو الشفاء.