أكدت سناء أجان، مدربة في التنمية الذاتية ومرشدة في العلاقات الزوجية أن الاتكالية من منظور نفسي هي الاعتماد على الآخرين في التوجيه في اتخاذ القرار وفي الإعالة، وكذا البحث بنشاط عن الدعم العاطفي والمادي وعن الحماية والرعاية اليومية.
وأوضحت في حديث لـ”لالة فاطمة” أن الزوج الاتكالي يميل إلى النعاس فيطلب وسادة لينة فيلقيها عند زوجته التي ما تفتأ بعد مدة من الزواج وبعد قدوم الابن الأول، في التذمر والشكوى إذ ترى فيه زوجا مستهتراْ وأنانياْ ومتملصا من واجباته، غير حنون ولا مبال بها وبأسرته.
بيد أن الاتكالية عند الزوج قد تكون صفة نفسية أصيلة فيه، إذ يعاني من “عدم النضج العاطفي والاجتماعي” مما يجعله ينهار أمام المسؤوليات الزوجية، فعدم النضج هذا راجع إلى “النشأة الأسرية”، حيث عانى في صغره حياة أسرية غير مستقرة جعلت من الشعور بالخوف من عدم الاستقرار في حياته الزوجية شعورا يلاحقه بعد الزواج فأصبح يقيد زوجته بالمسؤوليات وشتى أنواع المهام الأسرية والاجتماعية وحتى العاطفية كالغيرة مثلا.
والزوج الاتكالي قد يكون عبارة عن شخصية طفولية فهو ” الزوج الطفل” الذي لا يستطيع التصرف في شيء أو أمر إلا بعد الرجوع إلى من بيده الأمر والذي نشأ على الخضوع لأوامره، وغالبا ما تكون أمه، فهو لا يستطيع المسايرة دون شخصية محورية يعتمد عليها ولن يجد شخصا داخل بيت الزوجية أفضل من زوجته ليقلدها هذا الدور.
وقالت المدربة في التنمية الذاتية والمرشدة في العلاقات الزوجية أنه قد تكون الاتكالية عند الزوج صفة مكتسبة يلجأ اليها كنوع من “الانتقام الذاتي” من زوجة متسلطة تحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة، دائمة الانتقاد والتعليق، أو ” زوجة ذكورية” تلغي وجوده بقصد أو بدونه ضمن النطاق العائلي والأسري؟، أو كنوع من العقوبة يمارسها أحيانا تأديبا – في نظره- للمرأة لثباتها على مواقف شخصية تتعارض ورغبته، كقرار عملها خارج البيت على سبيل الذكر لا الحصر.
وفي كل الحالات السالفة الذكر، فإني أتوجه للزوج الاتكالي ناصحة إياه بأن يبحث عن النماذج والقدوات الناجحة أسريا ويتمثلها، وبأن يصلح ذاته نفسيا عن طريق شحذها بالقيم الأسرة السامية، لأنه ببساطة “لا يستطيع الطيران بأجنحة الغير”.