يعتقد العديدمن الناس أن الزهايمر مرتبط بتقدم السن،لكن الدراسات الحديثة كشفت أن الجينات قد تلعب دورًا أكبر في الإصابة بالزهايمر . كما وقد وضحت أن وجود أحد الوالدين مصابًا لا يعني فقط زيادة الخطر، بل يظهر أن جنس المصاب ومصدر الوراثة “من الأب أو الأم” قد يصنعان فرقًا كبيرًا في مسار المرض.
النساء أكثر عرضة… لكنهن أكثر مقاومة
الدراسة التي قادتها الباحثة سيلفيا فيلنوف من جامعة مكغيل الكندية، ونشرت في مجلة Neurology. وجدت أن النساء يحملن نسبًا أعلى من بروتين “تاو”، المرتبط بتلف الخلايا العصبية. ومع ذلك، أظهرت النتائج أن أدمغة النساء كانت أكثر مقاومة لانكماش المادة الرمادية. مما يشير إلى وجود آليات دفاع بيولوجية، قد ترتبط بالهرمونات أو ببنية الدماغ العصبية، تحميهن من التدهور السريع.
وراثة المرض من الأب تُظهر مؤشرات أكثر وضوحًا
خلافًا لما كان يُعتقد سابقًا، كشفت الدراسة أن انتقال الزهايمر من الأب يرتبط بتراكم أكبر لبروتيني “بيتا أميلويد” و”تاو” في الدماغ. وهما البروتينان الرئيسيان المرتبطان بتطور المرض وتدهور وظائف الدماغ.
تقرؤون أيضا : دراسة.. النظام الغذائي من الممكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر؟
نظرة على تفاصيل البحث
شملت الدراسة 243 مشاركًا من كبار السن، لا يعانون من مشكلات معرفية، لكن لديهم تاريخ عائلي للزهايمر. وعلى مدى عقد كامل، تابع الباحثون تغيّرات في حجم الدماغ، وتراكم البروتينات، وأداء الذاكرة والقدرات الذهنية. النتائج أكدت: مصدر الوراثة وجنس الشخص يلعبان دورًا مهمًا في كيفية تطور المرض.
ما الذي تعنيه هذه النتائج ؟
تشير الدراسة إلى أن الخطر الجيني للإصابة لا يتوقف عند معرفة ما إذا كان أحد الوالدين مصابًا، بل يجب أخذ جنس الشخص والمصدر العائلي للإصابة بعين الاعتبار. النساء قد يحملن إشارات مبكرة لكنهن محميات جزئيًا من التدهور السريع، أما الوراثة من الأب فتبدو أكثر ارتباطًا بتغيرات بيولوجية واضحة، ما يدعو إلى مزيد من الحذر والمتابعة المبكرة.
كيف يمكن الوقاية أو الكشف المبكر عن الزهايمر؟
رغم أن العامل الوراثي لا يمكن التحكم به، إلا أن الكشف المبكر قد يحدث فرقًا كبيرًا في تأخير أعراض الزهايمر وتحسين جودة الحياة. ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد، وتحدي العقل بأنشطة ذهنية مستمرة كحل الألغاز أو تعلم مهارات جديدة.
كما أن المتابعة الطبية المنتظمة، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي، تتيح رصد التغيرات الدماغية مبكرًا. ويمكن لفحوص التصوير العصبي واختبارات الذاكرة أن تكون أدوات فعالة في التشخيص الوقائي.