تؤكد أمال شباش أخصائية الأمراض الجنسية والمشاكل النفسية، أن لكي تستمر الحياة الزوجية يجب أن تنبني على الثقة والاحترام والتقدير والمشاعر والانسجام الروحي والجسدي، فالشخص عندما يقرر الارتباط بشريكه فإنه يخاطب قلبه وعقله، وليس رغبته الجنسية فقط، هذه الأخيرة التي لا تتعدى مجرد إحساس بالمتعة شيئا فشيئا تخمد نيرانها، ما يؤدي إلى موت شعلة الرغبة التي لاستمرارها تحتاج إلى مشاعر وحب وكلمات، فالزوجة تريد أن يكون زوجها معها بجسده وقلبه وتفكيره في اللحظة التي تسبق ممارسة الجنس وأثناءها وما بعد العلاقة الحميمية …
فمن المعروف أن الرومانسية في العلاقة الزوجية لمسة تحتاج إلى تقنية من نوع خاص التهيئة الظروف، للتواصل الروحي قبل الجنسي، ومن بين هذه اللمسات أولا ضرورة التزام الزوجين بنظافتهما الشخصية، كرائحة الجسد وبتعطير نفسيهما لإضفاء رائحة منعشة عليهما، وكذلك ارتداء ملابس ملائمة وأنيقة، ثانيا التجديد والبعد عن الروتين في طبيعة الممارسة بالخروج عن المألوف، مثلا عدم التقيد بممارسة الجنس في غرفة نومهما فقط..
وأيضا القيام برحلات في مكان هادئ وشاعري، بالإضافة إلى أن على الزوجة أن تتعلم كيفية إثارة مشاعر زوجها، تداعبه وتبوح بعواطفها ، وتتخذ المبادرة في التعبير عن رغباتها، متجاوزة الفكرة الخاطئة، التي تقول إن الاعتراف برغبتها الجنسية عيب ومهين لكرامتها، فمن الضروري أن تشعر المرأة زوجها بحاجتها له وشغفها وحبها، وأن تلاعبه وتضحك معه، وتقضي وقتا ممتعا في بعض الأحيان …وبالمقابل على الزوج أن لا يبخل بتعبير عن محبته لزوجته، سواء كان ماديا بتقديم الهدايا أو الزهور أو بلمسة، أو معنويا بأن يشعر بها ويحس بآلامها ولو لم تتحدث عنها ، وأن يدللها من وقت لآخر ويكون لينا في تعامله معها ، ويسمعها كلمات إطراء وغزل صادقة تعبر عن مشاعره وحبه …
فوجود نسمة الحب في الحياة الزوجية يضمن نجاح العلاقة الجنسية، التي تحتاج إلى فهم الشريكين لنفسيهما ورغباتهما ومشاعرهما واتحاد روحيهما قبل جسديهما، لأن وجود أي مشكل في التواصل الزوجي سينعكس على العلاقة الجنسية، والعكس صحيح، وأيضا معرفة أن الحب ليس مجرد مشاعر لحظية، بل هو قاعدة تبنى بالعشرة والألفة بين الزوجين يوما بعد يوم، وفي حالة إهمال وسوء اهتمام أحد الطرفين، فإن مصير هذا الحب الضياع.