كثيرة هي تلك الأمثال الشعبية المتداولة بين العديد من الفئات الشعبية والاجتماعية في المجتمع المغربي، التي تحاول إظهار أهمية ومكانة الرجل في حياة المرأة من قبيل “ظل الرجل حيط” أو “الرأس المغطي خير من الرأس العريان”.
إن الثقافة الاجتماعية التي كانت سائدة، ولا تزال عند العديد من المغاربةـ تركز على المكانة الرمزية التي يحتلها الرجل كزوج، بصفة خاصة في حياة المرأة، وتحدد في نفس الآن، رؤية وتصور المرأة كزوجة لزوجها، فلا تكاد تجد قبل هذا العصر، امرأة تتصور نفسها أو تخطط لحياتها خارج إطار الزواجـ أو أن تعيش حياتها بعيدة عن الرجل، فالرجل كزوج كان يمثل أمورا كثيرة للمرأة.
ففي الوقت الذي كانت تصبح فيه زوجة، فقد عادت بناء على هذه الوضعية “امرأة / رجل “وهذا يعني بالنسبة لها وللمجتمع أيضا، أنها خرجت من وضعية اجتماعية إلى وضعية أحرى، أي وضعية المرأة المتزوجة، المرأة التي يعتمد عليها زوجها في تأسيس أسرة وفي تأسيس أسرة، وفي تربية الأبناء وفي المشاركة إلى جانب زوجها في تحمل أعباء الأسرة.
وعلى المستوى السيكولوجي، فقد خرجت من وضعية العزوبية إلى وضعية المتزوجة، وهذا التحول له رمزيته الكبرى خاصة وأنها طردت من مخيلتها شبح النوسة، إذا ما كانت قد بدأت في التقدم في السن.
إن الرجل الزوج في حياة المرأة المغربية له أهمية اجتماعية ونفسية ورمزية بالغة، فهو بالنسبة لها رب الأسرة ومعيلها وحاميها وعمادها، الذي قد لا تستقيم لها حياة بدونه، فالرجل بالنسبة للمرأة المغربية، له دلالات عميقة، ليس كزوج وأب الأولاد فقط، بل قد نجد المرأة المغربية تقول عن زوجها على سبيل المثال “هذا راجلي.. زماني .. وعمارة داري”
وهذا ما قد يعني أن هذه المرأة قد ربطت كل حياتها بهذا الرجل ولا تتخيل الحياة بدونه أو بعيدة عنه، فقد أصبح بالنسبة لها ذلك السند القوي والامتداد الطبيعي للأب الذي تربت ونشأت في أحضانه.