ما نلاحظه في المجتمع المغربي هو زيادة الصراع بين الأقارب سواء داخل القرابة الواحدة أو بين أقارب الزوجين، وما نريد أن نعالجه الان هنا هو كيفية تدخل الأقارب عند وقوع نزاع أو صراع بين الزوجين. ومن الملاحظ أو الزوجين اللذين هما في حالة نزاع لا يستطيعان أن يتفاهما وأن يتنازلا لبعضهما البعض من أجل التصالح، حيث تظهر الرغبات العدوانية المكبوتة التي تجعل من الشريك موضوعا ساديا بامتياز، فالزوجان داخل مؤسسة الأسرة لا يراعيان الرابطة المنظمة للعلاقات فيما بينهما هذا كم جهة.
ومن جهة أخرى الحياة الأسرية في مجتمعنا المغربي تطغى عليها العفوية والتلقائية والاندفاع، وأحيانا التهور بسبب غياب ثقافة احترام الاخر، باعتباره كائنا وجزءا أساسيا في إطار الند للند داخل الأسرة، مما يؤدي إلى غياب خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. ومن هنا تأتي أهمية المرجعية الدينية المثبتة في القران الكريم التي تفرض على أقارب الزوجين التدخل لإصلاح ذات البين بينهما في حالة استعصاء الصلح. لهذا وضع الله عز وجل الصيغة والطريقة التي يجب أن يتدخل بها الأقارب لإصلاح ذات البين بين الزوجين، والتي تشمل تدخل حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة، لأنهما أكثر أهلية وموضوعية ونزاهة وتعقل، وأكثر تقدير للمسؤولية الملقاة عليهما في حل مشاكل الزوجين، وإصلاح ذات البين بينهما أكثر من الزوجين نفسيهما وهما في حالة نزاع وصراع.
لكن من الملاحظ أن هذه الحكمة التي أتى بها القران الكريم والملقاة على الأقارب، لا يأخذونها بعين الاعتبار، فبدلا أن يسعوا إلى إصلاح ذات البين والدفع بالتي هي أحسن، نجدهما على العكس من ذلك يؤججون الصراع وكأن النزاع قائم بينهما وليس بين الزوجين.