أكد الدكتور علي الشعباني، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع أن في كل الفلسفات القديمة والحديثة، يعتبر الإنسان كائنا اجتماعيا. ونجاحه في أن يكون له أصدقاء، واستمرار علاقاته معهم يعد شرطا أساسيا من شروط تمتعه بصحة نفسية وجسمية هائلة، واستمتاعه بحياة اجتماعية جيدة لها معنى. وتشير كل الدراسات في موضوع الصداقة والأصدقاء، إلى أن للصداقة طابعا إيجابيا كلما نجح الإنسان في اختيار أصدقائه وحافظ على علاقات جيدة معهم، ويصاب بإحباط شديد وحسرة قوية: كلما خاب ظنه في أصدقائه وفشلت علاقاته معهم.
ويعرف المختصون في علم النفس وفي علم الاجتماع الصداقة، على أنها علاقة شخص أو أكثر تتسم بالجاذبية المتبادلة المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو عادة من أي رغبة منفعية انتهازية، ذلك لأن الصداقة علاقة نفسية واجتماعية وثيقة ودائمة، تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة وتملك دلالات بالغة الأهمية تمس توافق الفرد واستقرار الجماعة.
وقبل أن تتطور علاقة الصداقة إلى زواج، لابد من تطور علاقة الصداقة إلى علاقة حب. والحب والصداقة يتشابهان في وجوه كثيرة، إلا أن مشاعر الحب تكون أقوى من مشاعر الصداقة، والأصدقاء الذين يحولون علاقات صداقتهم إلى زواج، يكونوا، عن طريق هذا الإجراء، قد تجاوزوا مرحلة الصداقة، فالصداقة قد تقف عند التقبل المتبادل والثقة والفهم والتفهم والإفصاح عن الذات، بينما الحب فيرمي إلى جانب ما سبق، إلى الاستمتاع والمساعدة والاحترام والوفاء والحميمية. وهذا ما يوجد عند الأصدقاء الذين حاولوا علاقات صداقتهم إلى زواج، وهي بالتالي عناصر أساسية في الزواج الناجح.