يعاني العديد من الأزواج من تفاقم حدة المشاكل بينهم بسبب عدم التفاهم، ويحتارون في تحديد حدود ومعايير التوافق والتكافؤ بينهم، فمثلا قد يحصرها البعض في الفارق العمري ويكون الأخير سببا مباشرا في فشل العلاقة الزوجية، بينما يخلص أخرون أن الفرق العمري المهم بين الزوجين قد يكون مفتاح للسعادة الزوجية ، وبين هذا وذاك وآخرون تختلط الأوراق وتتباين الآراء وتختلف .
مد رجليك على قد لحافك
تقول كريمة، 25 سنة متزوجة حديثا: “إن التكافؤ بين الزوجين مسألة ضرورية ومهمة حتى تستمر الحياة الزوجية، ومثل “لبس قدك يواتيك” يؤكد أن الواحد منا إذا أصر على ارتداء ملابس تكبره أو تصغره، ظهر بمظهر غير لائق، وبدا كمهرج السرك الأبله، وأصبح مثار تهكم وسخرية من الناظرين إليه “راه مثل مغربي آخر تيقول “مد رجليك على قد لحافك”، لهذا فالتوازن في العلاقة الزوجية مطلوب لاسيما في بعض الأمور التي أعتبرها حساسة كالسن والتعليم». وعن احترامها لهذه المعايير في اختيار زوجها تقول: “أنا وزوجي متقاربان في الكثير من الأمور، من بينها المستوى الثقافي فكلانا خريجي جامعات كل في مجال تخصصه، كما أن الفرق بيننا في السن هو سنة واحدة، وننتمي لنفس المستوى الاجتماعي، والأهم من كل هذا هو الحب الذي يجمعنا. صحيح أنني حديثة العهد بالزواج، لكنني أتوقع السعادة والاستمرارية لحياتنا المشتركة، لاسيما وأننا ننتظر قدوم ثالث سينشر السعادة والفرحة في بيتنا الصغير».
أنا فين وأنت فين
وبخلاف كريمة، يرى عمر، 39 سنة، متزوج منذ تسع سنوات أنه بالرغم من التقارب الفكري والاجتماعي والمادي بينه وبين زوجته، إلا أنه يعيش جحيما حقيقيا ويخشى الانفصال مخافة على مستقبل أطفاله. يقول: “إن السن والوضع المهني والاقتصادي ومستوى التعليم من أهم الأمور التي يجب أن يرتكز عليها الارتباط بين الرجل والمرأة، لكن للأسف اكتشفت لاحقا أنني أخطأت الاختيار، واستيقظت بعد فوات الأوان، لأجد نفسي أعيش في بيت مليء بصراخ الأطفال مع شريكة حياة غير مناسبة لي، بعد أن رأيت من سلبياتها ما لم أره حين تعرفت إليها خلال فترة الخطوبة أو حتى في الخمس سنوات الأولى من الزواج، ليصبح الفرق شاسعا بيننا، وأنا أردد يوميا مقطع أغنية “أنا فين وأنت فين يبان ليك الفرق يا مسكين”.
عمر نموذج للعديد من الأزواج الذين يكتشفون لاحقا عدم التكافؤ الاجتماعي والعاطفي والفكري والثقافي وحتى الجنسي بينهم، الأمر الذي يخلق مشاكل كثيرة ويوتر أجواء البيت الذي يصبح عنوانه الأكبر التعاسة وعدم الرضا، ويبقى الرابط الوحيد بينهم هو وجود الأطفال.
ما نتعلقش فين نتفلق
أما المهدي، 28 سنة، فيرى أن الخطأ يبتدئ من الأزواج أنفسهم، إذ لم يحسنوا الاختيار ولم يدققوا في صفات من ستشاركهم حياتهم، وستتحمل مسؤولية تنظيم حياتهم وتربية أبنائهم. ويقول: “شخصيا أؤمن بالمثل المغربي القائل “ما تعلقش فين تفلق” لهذا على الرجل أن لا يتزوج امرأة يرى أنها تسدي إليه معروفا بزواجها منه، لأنها ستحول حياته الزوجية إلى تعاسة مستمرة. فإما أن يرضخ لها باعتبارها صاحبة المعروف، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسؤولية، وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك، لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك القزم، وفي كلا الحالتين سوف يفشل زواجك، والسلامة ألا تقدم على مثل هذا الزواج».