يعاني حوالي 3 ملايين مغربي من الاكتئاب حسب منظمة الصحة العالمية ،تتعدد أنواع الاكتئاب ، هذا الأخير ما إن يسيطر على النفس ،حتى يصبح التعامل مع الحياة اليومية معقدا و صعبا للغاية.
ما يعقد الاكتئاب و يجعله أصعب هو كونه أحيانا اكتئابا صامتا،حيث يعيش الشخص مع عاصفة داخلية من الحزن و القلق دون أن يكون له القدرة على إظهار معاناته للعالم.
كجرح غير مرئي يؤلم بلا أثر يستوطن الاكتئاب الصامت الروح في صمت و خفاء .
أعراض الاكتئاب الصامت :علامات بلا كلمات
هذا النوع من الاكتئاب أعراضه لا تكون واضحة ، يبدو أحيانا كإجهاد دائم ،فقدان الشغف ،و تراجع التركيز . خارجيا يبدو المصاب به سعيدا ،ضاحكا و يؤدي واجباته ، لكن في أعماقه يشعر بالوحدة و الألم .
لماذا الصمت؟
بعض الأشخاص يختارون الصمت لكي لا يقلقو أسرهم ،آخرون يخافون من الحكم الاجتماعي ،إذ يخشى المصاب به أن ينظر إليه كضعيف.مازال المجتمع لا يتقبل الحديث عن الألم النفسي للأسف ، لهذا يبقى الشخص حبيس صمته ،مما يفاقم معاناته .
كيف يمكن التعامل مع الاكتئاب الصامت؟
1-التعبير من خلال الإبداع :
الرسم ،الكتابة ،صناعة الفخار ، الرياضة…. كلها وسائل تطلق المشاعر المخفية دون الحاجة للكلام، مما يريح النفس و يخفف عنها.
2-البحث عن دعم حقيقي:
يحتاج كل شخص بجانبه شخص حقيقي ،يصغي إليه بدون حكم أو لوم ،ابحث عن شخص كهذا في محيطك ، لتبح إليه أو فقط لترتاح بوجوده معك.
3-التواصل مع المختصين:
لا يجب على المصاب بالاكتئاب أن. يواجه كل شيء بمفرده،ليس هناك عيب في اللجوء إلى طبيب نفسي أو مختص ،فهم يعرفون كيف يقدمون الدعم دون فرض الضغوط .
إلى كل من يعاني من الاكتئاب الصامت :
أنت لست وحدك ، هناك بالطبع من يفهم معاناتك كن قويا وقاتل لتخرج من الظلام المحيط بك، خارج العتمة هنالك عالم ينتظرك فعد إليه. لا تتردد في طلب المساعدة و البحث عنها.
في الختام تذكرو أن الاكتئاب الصامت ليس مجرد شعور عابر ،بل هو كمعركة داخلية ،عليك أن تحارب فيها بكل شجاعة رغم صعوبتها لا تستسلمو. لغير المصابين به ،الاكتئاب الصامت صرخة تحتاج لمن يصغي إليها. إذا لاحظتم تغير شخص ما ،انعزاله ،او شعرتم بمعاناته ،حاولو أن تتواجدو بجانبه ،فدعمكم قد يكون أول خطوة نحو شفاءه .
دمتم سالمين
خولة سباعي