بالسجن المحلي عكاشة بمدينة الدارالبيضاء، وبالضبط في جناح النساء تمكث وراء القضبان سجينات بتهم وعقوبات متفاوتة، منهن المحكوم عليها بحكم قضائي، وأخريات لازلن ينتظرن منطوق أحكامهن حتى اليوم. معا يعشن في زنزانة واحدة يتبادلن أحزانهن وآلامهن.
إصدار شيكات بدون رصيد، الاتجار في المخدرات، القتل، الضرب والجرح، السرقة، والنصب… جرائم من بين أخرى متابع بها نزيلات السجن المحلي عكاشة. وباختلاف جرائمهن ومستواهن التعليمي تختلف طريقة معايشتهن لوضعهن.
في عيونها حزن عميق ونظراتها تنطق بكلمات قهر وعذاب وقسوة، صفعتها دروب الزمان وعانت الأمرين في حياتها بسبب التخلي عنها وهي رضيعة، فلم تشعر حياة (اسم مستعار) بدفء حضن الأم ولم تستشعر قط حنان وعطف الأب. فالألم كان رفيقها طيلة الثلاثة عقود التي عاشتها في حياة مظلمة كسرت كل أحلامها وآمالها.
شابة تجاوزت عقدها الثالث بسنة واحدة، بملامح هادئة وتقاسيم وجه طفولي تحكي لـ”لالة فاطمة” حكايتها الأشبه ما تكون بقصة الدراما التلفزيونية. طفولة ضائعة، مراهقة بين دروب الأزقة والمقاهي وشباب سرق منها في غفلة عين تقضيه خلف قضبان السجن.