شاركت تيكتوكر أمريكية على حسابها قصة تسببها في سجن جدتها بتهمة القتل العمد في واقعة تقشعر لها الأبدان. إذ كشف إختبار DNA أجرته عشوائيا من باب الفضول أنها متصلة بجثة رضيعة عثر عليها في مرحاض قبل 25 سنة . و منذ ذلك الحين ظلت القضية معلقة بدون أي خيط يشير لأقرباء الرضيعة .
البداية :
في 26 من يونيو 1997، عُثر على جثة رضيعة حديثة الولادة، أُطلق عليها اسم “بيبي غارنيت”، مرمية في حفرة مرحاض بمخيم مهجور في ميشيغان . أظهرت التحقيقات أن الطفلة ولدت بخير لكن شخصا ما أنهى حياتها بلا رحمة . بداية حاولت الشرطة البحث عن خيوط تقودهم إلى والدة الرضيعة أو القاتل لكن بدون أي جدوى . إذ تُركت القضية دون حل لعقود طويلة ، لتتحول إلى واحدة من أكثر القضايا الباردة غموضًا في تاريخ التحقيقات.
تكنولوجيا الحمض النووي تعيد فتح القضية
في عام 2017، استعان المحققون بتقنيات الحمض النووي المتطورة. واستمر تحليل العينات إلى أن ظهرت خيوط تربط الضحية بعائلات تعيش على مقربة من موقع الجريمة. لكن كل هذه العائلات لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالضحية .
مصادفة تكشف المستور
عام 2021، قررت “جينا روز” أن تخضع لاختبار DNA على سبيل التسلية، و لتتعرف على جذورها . غير متوقعة أنها ستفتح الباب لحل قضية عالقة لأزيد من ربع قرن .
بعد عام، تلقت جينا اتصالًا غير متوقع من شرطة ميشيغان: “عينة حمضك النووي مرتبطة بقضية بيبي غارنيت.” لم تصدق بداية الاتصال إذ ظنت أنه مقلب من نوع ما ، لكن المفاجأة كانت صادمة عندما تلقت زيارة غير متوقعة من رجال الشرطة. ليثبتوا لها أن التحاليل أظهرت قرابتها المباشرة الرضيعة . اشتدت سرعة التحقيقات و قاموا بمقارنة DNA الخاص بوالدة “جينا” أيضا هاته الأخيرة جعلت أصابع الاتهام توجه مباشرة إلى والدتها أي الجدة .
الجدة القاتلة: سر عاد بعد سنين من أجل الحق
كشفت التحقيقات الحقيقة المروعة: والدة جينا، نانسي جيرواتوفسكي، كانت هي الجانية. ولدت نانسي الطفلة سرًا في منزلها، و أنهت حياتها بقسوة . و لإخفاء الجريمة، ألقت نانسي الجثة في مرحاض بمخيم مهجور.
ثم استأنفت حياتها متناسية جريمتها البشعة . في يوليو 2022، وبعد سنوات من الهروب، ألقت الشرطة القبض على “نانسي” بتهمة القتل العمد وإخفاء جثة، لتُغلق بذلك صفحة سوداء ظلت غائبة عن العدالة منذ عقود .
عدالة تولد من رحم التكنولوجيا
قصة “بيبي غارنيت” تقدم مثالًا مدهشًا على دور التكنولوجيا الحديثة في إعادة إحياء العدالة. بفضل اختبار بسيط، كُشف الستار عن جريمة دفنتها السنين، ليثبت العلم مرة أخرى أن الحقيقة، مهما تأخرت، لا بد أن تظهر.
لغز عمره 25 عامًا انتهى أخيرًا و أغلق ملفه ، بعد أن ذكر العالم بأن الأسرار لا تدوم للأبد .