يواجه أنطونيو رييس، البالغ من العمر 21 عامًا، اتهامات بقتل ستة أشخاص بشكل عشوائي خلال عام 2020، عندما كان لا يزال مراهقًا في واحدة من أكثر القضايا الإجرامية صدمة في شيكاغو. وأعلنت الشرطة أنه تم توجيه خمس تهم جديدة بالقتل العمد من الدرجة الأولى إليه، بالإضافة إلى أربع تهم بمحاولة القتل.
بداية التحقيقات: جريمة وراء الأخرى
بدأت سلسلة الجرائم في مارس 2020 واستمرت حتى نوفمبر من العام نفسه. وكان الضحايا رجالًا تتراوح أعمارهم بين 16 و31 عامًا، لم تكن هناك أي صلة تربطهم ببعضهم البعض أو بالجاني. أشارت المدعية العامة لمقاطعة كوك، إيلين أونيل بورك، إلى أن هذه الجرائم تتسم بطابع “القتل المتسلسل”، مؤكدة أن القاتل لم يكن لديه أي سبب محدد لاستهداف هؤلاء الأشخاص.
كانت الجريمة الأولى في 2 مارس 2020، حيث قتل فرانسيسكو ماجانا (31 عامًا) في شارع ويست 59. تلاه قتل كلاوديو كوسيو (21 عامًا) في 5 أبريل، بينما قتل داميان دوران (16 عامًا) في 1 مايو. ثم جاء نوفمبر ليشهد جريمتين أخريين في 8 و9 منه، حيث قتل خوسيه مارتينيز (31 عامًا) في شارع ساوث هويمان، وجاستن غونزاليس (20 عامًا) في شارع ويست 59.

القاتل خلف القضبان.. لكن الأدلة تقود إلى المزيد
لم تكن هذه الجرائم معروفة ارتباطها ببعضها البعض حتى اعتقال رييس في ديسمبر 2020 بتهمة قتل لويس دافالوس-غارسيا (26 عامًا) في يونيو من العام نفسه. كان دافالوس-غارسيا جالسًا في سيارته أمام منزل صديقته عندما أُطلق عليه الرصاص، بينما كان هناك ملصق “طفل على متن السيارة” على الزجاج الخلفي. أفادت التحقيقات أن رييس كان يعاني من انهيار نفسي بسبب انفصال عاطفي وقت الجريمة.

ظل رييس محتجزًا منذ عام 2021، لكن مع تقدم التحقيقات، بدأت الأدلة تتكشف، حيث تمكن المحققون من الربط بين مسدس عيار .40 عُثر عليه في صيف 2020 وبين فوارغ الطلقات التي وجدت في عدة مواقع جرائم، مما كشف عن دوره في عمليات القتل الإضافية.
أطفال تحت وابل من الرصاص
لم يقتصر الأمر على قتل ستة أشخاص، بل حاول رييس قتل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و9 سنوات في 8 نوفمبر 2020، حيث كانوا داخل سيارة مع أحد الضحايا البالغين عندما أمطرها بوابل من الرصاص.
وعلّق قائد شرطة شيكاغو، لاري سنيلينغ، قائلًا:
“عندما نتعامل مع شخص بهذه الدرجة من العنف، علينا أن نزيله من الشوارع.”
داخل السجن.. محاولة قتل جديدة
حتى بعد اعتقاله، لم يتوقف رييس عن العنف، ففي عام 2022، حاول قتل زميله في الزنزانة باستخدام سلاح صنعه من مسمار بناء. وجهت إليه تهمة محاولة القتل العمد، والاعتداء بسلاح خطير، والتسبب في أذى جسيم.
تقرؤون أيضا : بعد 12 عامًا من الاختفاء.. العثور على رفات رانيا العلايد أخيرًا
أسر الضحايا تتحدث: “جرح لا يندمل”
عبرت عائلات الضحايا عن ألمها العميق خلال مؤتمر صحفي عقد للإعلان عن الاتهامات الجديدة. قالت نويمي كوسيو، والدة أحد الضحايا:
“إنه كابوس لا ينتهي، وكأنه يوم الجريمة يتكرر في ذهني مرارًا وتكرارًا.”
وأضافت أن ابنها، الذي كان أبًا لطفلة صغيرة، لم يكن ليؤذي أحدًا في حياته، مؤكدة أنها لن تتوقف عن المطالبة بالعدالة.
رييس ينكر الاتهامات.. والمحكمة بانتظاره
رغم كل الأدلة، أصرّ رييس على إنكار التهم الموجهة إليه، ودفع ببراءته أمام المحكمة. ومن المقرر أن يمثل أمام القضاء في 18 مارس لاستكمال المحاكمة.
تظل قضية أنطونيو رييس واحدة من أبشع قضايا القتل العشوائي في تاريخ شيكاغو، حيث تسلط الضوء على الخطر الذي قد يشكله الأفراد العنيفون غير المرتبطين بعصابات أو بدوافع تقليدية، وإنما ينفذون جرائم بلا سبب واضح، سوى استهتار تام بالحياة الإنسانية.