اللون الأخضر من الألوان الجميلة الموجودة بتدرجات عدة، فهو لون السعادة، والفرح، والسلام، يريح العين، ويرخي الأعصاب.
تقول صباح الياداري، خبيرة في زراعة النباتات إن الطبيعة تمثل في البيئة الحضرية مركز الحياة، ومن ثمة كلما تحقق مستوى عال من البيئة الصحية داخل المدن والمناطق، كلما تسمح عناصر الطبيعة في تحسين نفسية الفرد وتحقيق إمتاعه الحسي.
أصبح الناس على وعي تام بأهمية النباتات في حياتهم اليومية بالنظر إلى الضغوطات الكثيرة التي يعيشها الفرد خلال يومه وحاجته الملحة إلى متنفس طبيعي يمتص بعضا من تلك التبعات السلبية.
ولهذا أصبح الناس يقبلون على زراعة وغرس النباتات في حدائقهم الخاصة أو المزهريات التي تزين نوافذهم وشرفاتهم، إيقانا منهم بتلك الفوائد المختلفة التي تجلبها لهم النباتات سواء الخضراء أو المزهرة.
تضيف الخبيرة في زراعة النباتات أن تزيين الفضاءات بالنباتات يضفي جمالية على المكان ويجدد هواءه، خاصة أن الأفراد الذين يستشيرون المختصين في زراعة النباتات غالبا ما ينجحون في رعايتها، بعد استفادتهم من المعطيات الكافية لضمان جودتها ونضارتها، بالإضافة إلى اطلاعهم على الورقة التقنية المتضمنة لخاصيات النبتة المستعملة والتدابير المفروض اعتمادها لتجنب اصفرار النباتات ثم ذبولها.
الفرد معني بتوفير الشروط الملائمة لضمان عمر أطول للنباتات المقتناة، تقول صباح الياداري، باختيار النوع والحجم والشكل المتناسق مع البيئة التي ستحتضن هذه النباتات، إسهاما في التقليل من نسبة التلوث داخل بيته، في سياق الزحف العمراني الذي قلص المساحات الخضراء بالفضاءات العامة، حتى صار الفرد مدعوا للبحث عن بديل لها داخل فضائه الخاص لبيته.
أسلوب جديد في التعامل مع خصائص الطبيعة، تقول خبيرة النباتات، عبر إحداث حدائق صغيرة داخل الفضاء الخارجي المفتوح والممتد من المساكن “لاطراس”، بل إن الكثيرين أصبحوا يفضلون اقتناء المساكن المتضمنة لهذه الفضاءات، وتصريفها على النحو الذي يوفر مشهدا طبيعيا متناسقا، بدءا من افتراش الأرضية بعشب اصطناعي وتثبيت مصابيح على الجنبات والزوايا، وكذا ترتيب الفضاء بمزهريات مختلفة الأحجام والألوان، معززة بنباتات مزهرة وورود فواحة بعطور زكية لتنسيم الجو.
ولأن ظروف الحياة فرضت على الزوجين الخروج للعمل، فإن ابتكار هذا النوع من الحدائق الصغيرة داخل البيت، صار مستقطبا للأطفال الذين يقضون أوقات فراغهم في الاستمتاع بخاصيات حديقة مبتكرة، استنادا على ذوق الأزواج، في وقت أبدع بعضهم إلى حد توفير مسبح بلاستيكي صغير بقلب الحديقة، يناسب احتياجات الأطفال في تحقيق استجمام متكامل يجمع بين جمالية النباتات وعذوبة الماء.