وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، نصره الله، رسالة سامية إلى الشعب المغربي، يدعو فيها إلى عدم إقامة شعيرة ذبح الأضحية هذا العام. هذه الدعوة جاءت انطلاقًا من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، خاصة التحديات الاقتصادية والمناخية التي أثرت بشكل كبير على قطاع الماشية. مما جعل تأدية هذه السنة المؤكدة أمرًا قد يثقل كاهل العديد من الأسر المغربية، خاصة ذات الدخل المحدود.
عيد الأضحى: بين الشعيرة الدينية والمصلحة العامة
لطالما كان عيد الأضحى مناسبة دينية تحمل في طياتها معاني التضحية والتقرب إلى الله وتعزيز الروابط العائلية. إلا أن الظروف الحالية، التي تشهد تراجعًا في أعداد الماشية وارتفاعًا في الأسعار. فرضت ضرورة إعادة النظر في كيفية الاحتفال بهذه المناسبة دون الإخلال بجوهرها الروحي. وكما هو معلوم، فإن الأضحية سنة مؤكدة لمن استطاع، وليس فرضًا على كل مسلم، مما يجعل التخفيف من الأعباء المالية أمرًا مشروعًا في ظل الأوضاع الراهنة.
قرار مبني على الحكمة والرحمة
أكد جلالة الملك، بصفته أميرًا للمؤمنين وحامي الملة والدين، في رسالته على أن الإسلام دين يسر ورحمة. وأنه لا يجوز تحميل الناس ما يفوق طاقتهم، مستشهدًا بقوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”. ومن هذا المنطلق، وبهدف رفع الحرج عن المواطنين، دعا جلالته إلى عدم القيام بذبح الأضاحي هذا العام، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على روح العيد من خلال إقامة الصلوات، وصلة الرحم، وإنفاق الصدقات.
تقرؤون أيضا : متى يبدأ رمضان 2025 في المغرب؟ إليك التاريخ المتوقع!
ذبح الأضحية باسم الأمة
وفي لفتة تحمل دلالات دينية وإنسانية عميقة، أعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن شعبه، مقتديًا بسنة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، حينما ضحّى بكبشين وقال: “هذا عني وعن أمتي”.
عيد بروح جديدة
رغم غياب شعيرة الذبح هذا العام، إلا أن جلالته شدد على ضرورة إحياء العيد بمظاهره الروحانية. و ذلك من خلال أداء صلاة العيد في المصليات والمساجد، وتبادل التهاني، ونشر قيم التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع. فالاحتفال بالعيد لا يقتصر على الذبح فقط، بل يمتد إلى مظاهر الفرح والامتنان لله. وهي قيم يمكن إحياؤها بطرق مختلفة تتناسب مع الوضع الحالي.
قرار استثنائي لظروف استثنائية
يأتي هذا التوجيه الملكي كإجراء استثنائي في مواجهة تحديات اقتصادية ومناخية غير مسبوقة، وهو تأكيد جديد على الدور القيادي لجلالة الملك نصره الله في التوفيق بين مقاصد الشريعة ومتطلبات الواقع، بما يحقق مصلحة الأمة ويصون كرامة مواطنيها.