لطالما كان الحفاظ على الجمال هاجساً يرافق النساء عبر العصور، ومع تطور الحضارات، ظهرت تقنيات غريبة ومثيرة تُعبر عن شغف النساء بالجمال، حتى وإن كان الثمن حياة أو صحة. دعونا نأخذكم في رحلة عبر التاريخ الروسي لاستكشاف أغرب أسرار الجمال من العصور القديمة إلى العصر السوفييتي.
الجمال الروسي القديم: بين الطبيعة والسموم
في العصور الوسطى الروسية، كانت النساء يلجأن للطبيعة للحصول على بشرة بيضاء ناعمة وخدود وردية. فقد كان عصير الخيار ودقيق القمح يستخدمان لتبييض البشرة، بينما كانت عصائر التوت والبنجر تمنح الخدود إشراقة طبيعية.
لكن الجمال لم يكن دائماً خالياً من المخاطر. استُخدمت مواد سامة مثل الرصاص الأبيض لتفتيح البشرة، ورغم أن هذه المواد منحت النساء مظهراً أرستقراطياً، إلا أنها كانت تحمل في طياتها أضراراً صحية قاتلة.
روسيا القيصرية: البشرة البيضاء رمز الثراء
في القرن السادس عشر، ارتبطت البشرة البيضاء بالطبقات الأرستقراطية. حيث كانت النساء يستخدمن خليطاً من الطباشير والخل وبياض البيض لصنع كريمات تعطي البشرة ملمساً لامعاً، وإن كان هذا يؤدي أحياناً إلى تشققات عند الابتسام!
حتى الأسنان البيضاء كانت من علامات الجمال، ولكن بشكل صادم، لجأت بعض النساء إلى استخدام مركبات الزئبق لتبييض أسنانهن، مما أدى إلى تآكل المينا وتساقط الأسنان بسرعة. في حين أن النساء الأقل ثراءً استبدلن الزئبق بمزيج من الشحم والسخام للحصول على أسنان سوداء، تقليداً للطبقات الراقية.
الجمال السوفييتي الروسي: معركة بين الأيديولوجيا والرغبة
مع قيام الاتحاد السوفييتي، اعتُبر استخدام مستحضرات التجميل من مظاهر “البرجوازية”، ولكن هذا لم يمنع النساء من البحث عن الجمال. في العشرينيات، ظهرت العطور الشهيرة مثل “الموسكو الحمراء”، وفي السبعينيات أصبحت الماسكارا وأحمر الشفاه جزءاً أساسياً من حياة النساء.
الطريف أن الماسكارا حينها كانت تباع على شكل قوالب صلبة، حيث كانت النساء يبصقن عليها لتليينها قبل وضعها على الرموش باستخدام الإبرة! أما أحمر الشفاه، فكان منتجاً متعدد الاستخدامات، يستخدم لتلوين الخدود بجانب الشفاه.
اقرأ أيضا: أسرار الجمال اليونانية القديمة لبشرة ساحرة
الجمال لا يقدر بثمن، لكن الثمن قد يكون باهظاً
في زمننا الحالي، يمكننا أن ننعم بمستحضرات تجميل آمنة بفضل التقدم العلمي، لكن النظر إلى هذه الممارسات القديمة يثير الإعجاب بشغف النساء بالجمال، حتى وإن خاطرن بصحتهن لتحقيق معايير العصر.
إذاً، في سعيكِ لتحقيق الجمال، تذكري أن كل عصر له غرائبه، وأن الجمال الحقيقي ينبع من الثقة بالنفس والعناية الصحية. هل يمكنك تخيل استخدام إبرة لتفريق رموشك؟ ربما نكون محظوظين لأننا نعيش في زمن أفضل!